السبت، 26 مارس 2016

هذي هي الجامية

(هذه هي الجامية)
برز هذا الاسم منذ سنوات على ألسنة بعض الناس وأقلامهم، ويقصدون به من توفرت فيه الصفات التالية:

1- من يدعو إلى السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ويدعو لهم بالصلاح والعافية والتوفيق وحسن البطانة سواء في مجالسه الخاصة أو في خطب جمعة أو في محاضرة أو في مقالة.
2- من يحذر من الخروج على ولاة الأمور، وينهى عن شق عصا الطاعة. 

3- من يحذر من الفكر التكفيري ورموزه.

4- من ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم التي تحذر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم. 

5- من ينشر فتاوى العلماء التي تحذر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها.

6- من ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم في الردود التي تكشف عن أخطاء الجماعات أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى.

7- من يحذر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي.

8- من يحذر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمهم إلى التيارات التكفيرية التدميرية.

9- من لم يرتض أن ينضم تحت لواء أي فرقة من الفرق وإنما اكتفى باسم الإسلام والسنة والانتماء إلى السلف الصالح لا يتعصب لفرقة، ولا يتعصب لرأي، ولا يسير على منهاج دعوي مخترع.

10- من يحرص على التوحيد دعوة وبياناً، ويحرص على بيان الشرك تنبيهاً وتحذيراً، ويعتني بنشر العلم الشرعي وبيان البدع حسب استطاعه.

11- من يوقر العلماء العاملين الذين بذلوا أنفسهم لنشر العلم الشرعي، وبذلوا أنفسهم لرد البدع والتحذير من أهلها، يحبهم في الله ولا يطعن فيهم ولا يسميهم علماء حيض ونفاس ولا علماء سلاطين ولا يلمزهم بشيء من صفات النقص، مع اعتقاده أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن يكفيهم فضلاً ونبلاً أنهم في غاية الحرص على موافقة الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح.

هذه بعض أبرز معالم (الجامية) وصفاتها وبهذا يعلم أن المقصود بإطلاق هذا اللقب هو التنفير منها، وليست هذه أول مرة في التاريخ يحصل فيها تلقيب الحق وأهله بالألقاب المنفرة فقد فعل ذلك المشركون مع النبيين، وفعله أهل البدعة مع أهل السنة، ويفعله أهل الباطل مع أهل الحق في كل زمان، ولكن العاقل من لم يغتر بالشعارات والعناوين، وإنما ينظر في الحقائق والمعاني والمضامين.

أما هذا اللقب فالمقصود به النسبة إلى الشيخ محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله المدرس في المسجد النبوي الشريف وفي الجامعة الإسلامية سنين طويلة وكان محل ثقة الأئمة الأعلام كسماحة مفتي الديار السعودية في زمانه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وسماحة المفتي العام في زمانه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله وغيرهما من أهل العلم والفضل وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل. 

ومن ثناء العلماء عليه رحمه الله قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن الشيخ محمد أمان: {معروفٌ لديَّ بالعلم و الفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه و التحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب}. خطاب صدر عن الشيخ برقم 64 في 9/1/1418هـ
وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً: {الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح و يحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير }.

لقد علم الذين اختلقوا هذه النسبة أن الشيخ رحمه الله لم يأت بجديد ولم يأت بشيء من عنده وإنما رد من الأخطاء ما رده غيره ممن هو أكبر منه أو مثله كالشيخ عبد العزيز بن باز أو غيره من العلماء الأعلام ولكن لو نسبوا هذا المنهج إلى غيره لما قبل منهم، فنسبوه إلى الشيخ الجامي مستغلين كونه أفريقي الأصل والمنشأ، ولكن هل يضير أحداً عند الله لونه أو جنسه أو لسانه إذا كان مستقيماً على الحق؟! 

وإذا كانت (الجامية) تعني أهل السنة والجماعة فهل يمكن القول بأنها فرقة؟ لا ولهذا لا أحد يقول عن نفسه بأنه جامي، أو يرضى بذلك لأمر واضح وهو أن المسلم إذا كان يسير على عقيدة السلف الصالح فما وجه انتسابه للجامي والشيخ رحمه الله لم يؤسس حزباً، ولم يخترع منهجاً، ولم يأت بجديد. 

إن الذين يحاربون ما يسمونه بـ(الجامية) إنما يريدون _ بقصد أو بدون قصد_ انتشار الفكر التكفيري، والفكر التهييجي على الحكام، ويريدون انتشار الجماعات والأحزاب، إذ لا يقف بالمرصاد أمام هذه التيارات المنحرفة إلا من يلمزونهم بهذا اللقب.

إنهم يحذرون أن ينكشف زيغهم، ويظهر انحرافهم، وتتضح مقاصدهم، فلذلك هم يخافون من النقد المبني على الدليل والذي لم يقم به على أكمل وجه أحد كالعلماء السلفيين رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم. 

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.

د . علي بن يحيى الحدادي
جامعة الامام محمد بن سعود بالرياض.

بعض فتواى العلماء في سيد قطب وكتبه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،
أقدّم بين يدي القارئ المفضال بعض فتاوى العلماء في سيد قطب وكتبه، قد اقتبستها من كتاب لفضيلة الشيخ خالد بن محمد المصري - حفظه الله تعالى - وعنوان الكتاب: دفع بغي الجائر الصائل على العلامة ربيع بن هادي والمنهج السلفي بالباطل. وهو كتاب يرد صاحبه على رجل مجهول كتب كتاباً سماه انصر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا. وقد أثنى الإمام الربيع - حفظه الله تعالى - على هذا الكتاب. . .
ملاحظة: هذا كتاب قديم، يلحظ فيه قارئه أن أحداثاً بعده جرت، وأموراً قد تغيّرت، فمثلاً، تراه يقول عن بعض الأشخاص فضيلة الشيخ فلان، ولكن هذا الفلان قد أحدث ما أحدث فاستحق الترك كما هو معلوم عند أهل السلف.
قال فيه:
وإليك -رعاك الله- فتاوى هؤلاء العلماء في شأن سيد قطب، والتي تحمل جرحًا شديدًا مفسرًا، موثقة بالتاريخ والمصدر، تبين لك موافقتهم التامة للشيخ ربيع -حفظه الله- وتثبت لك تدليس هذا الكاتب بإخفائه هذه الفتاوى وإيهامه القراء بأن العلماء مخالفون للشيخ ربيع -حفظه الله- في نقده لسيد قطب، وبِها يظهر لك بطلان ادعائه أن الشيخ ربيعًا -حفظه الله- قد غالى فِي هذا النقد([1]).

الفتوى الأولى لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز 
-رحمه الله-
قال سيد قطب -عفا الله عنه- في "ظلال القرآن" في قوله تعالى: )الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى([طه:5]: "أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق"([2]).
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: "هذا كله كلام فاسد، هذا معناه الهيمنة، معناه إنكار الاستواء المعروف، اللي هو العلو على العرش، وهذا باطل يدل على أنه مسكين ضايع في التفسير". ولما قال لسماحته أحد الحاضرين بأن البعض يوصي بقراءة هذا الكتاب دائمًا، قال سماحة الشيخ ابن باز: "لا غلط اللي يقوله غلط، لا، لا، سوف نكتب عليه إن شاء الله"([3]).




الفتوى الثانية لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز 
-رحمه الله-
وقال سيد قطب في كتابه: "التصوير الفني في القرآن" عن موسى u: "لنأخذ موسى إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج.. )وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ([القصص:15]. وهنا يبدو التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين" ثم يقول عند قوله تعالى: )فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ([القصص:18]. قال: "وهو تعبير مصور لهيئة معروفة، هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة وتلك سمة العصبيين"([4]).


الفتوى الثالثة لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز 
-رحمه الله-
وقال سيد قطب في كتابه "كتب وشخصيات" (ص242): عن معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص t: "إن معاوية وزميله عمرًا لَم يغلبا عليًّا لأنَّهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنَّهما طليقان في استخدام كل سلاح وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائلالصراع، وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح".
هو قال أيضًا (ص343): "وإذا احتاج جيل لأن يدعى إلى خطة معاوية فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجه العموم، فروح "ميكافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل ميكافيلي بقرون هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل وهم أخبر بِها من أن يدعوهم أحد إليها! لأنَّها روح "النفعية" التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات".
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- لما سئل عن الكلام الأول وقرئ عليه:"كلام قبيح!! هذا كلام قبيح سب لمعاوية وسب لعمرو بن العاص، كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر. معاوية وعمرو ومن معهما مجتهدون أخطئوا".
والمجتهدون إذا أخطئوا فالله يعفو عنا وعنهم" قال السائل: قوله "إن فيهما نفاقًا" أليس تكفيرًا؟
قال سماحة الشيخ عبد العزيز -رحمه الله-: "هذا خطأ وغلط لا يكون كفرًا؛ فإن سبه لبعض الصحابة، أو واحد من الصحابة منكر وفسق يستحق أن يؤدب عليه -نسأل الله العافية- ولكن إذا سب الأكثر أو فسقهم يرتد؛ لأنَّهم حملة الشرع. إذا([5]) سبهم معناه قدح في الشرع".
قال السائل: ألا ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام؟
قال سماحة الشيخ عبد العزيز -رحمه الله-: "ينبغي أن تمزق".
ثُمَّ قال الشيخ: "هذا في جريدة"؟
قال السائل: في كتاب أحسن الله إليك.
قال الشيخ عبد العزيز: "لمن؟".
قال السائل: لسيد قطب.
قال الشيخ عبد العزيز: "هذا كلام قبيح".
قال السائل: في "كتب وشخصيات"([6]).


الفتوى الأولى لسماحة العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني 
-رحمه الله-
قال العلامة مُحمَّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- معلقًا على خاتمة كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم"([7]): "كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لَم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ "الربيع" على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام"([8]).





الفتوى الثانية لسماحة العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني 
-رحمه الله-
قال العلامة مُحمَّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في سياق مناقشة لشخص: "أنا قلت يومًا ما بالنسبة لسيد قطب، تسمع بالشيخ عبد الله عزام؟
قال السائل: نعم.
قال الشيخ: جزاك الله خيرًا، عبد الله عزام كان هنا من الإخوان المسلمين، ومنذ قريب سبع سنين أو ثمان سنين الإخوان المسلمون اتخذوا قرارًا بمقاطعة الألباني، مقاطعة دروسه ومقاطعة كل من ينتمي إلى دعوته علمًا أن عبد الله عزام كان هو الرجل الوحيد من بين الإخوان المسلمين الذي لا يكاد يسمع أن الشيخ الألباني عنده جلسة في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ومعه دفتر "هيك"([9]) صغير وقلم "هيك" صغير جدًّا يكتب فيه خلاصات. هذا الرجل الودود حقًّا لما صدر قرار مقاطعة الألباني ما عاد حضر([10]) عند الألباني إطلاقًا، لقيته في "مسجد صهيب" ونحن خارجون من الصلاة، سلمت عليه بطبيعة الحال وسلم هو على استحياء لأنه لا يريد أن يخالف القرار، قلت له: أيش هذا يا شيخ، هكذا الإسلام يأمركم؟.
قال -أي عبد الله عزام-: سحابة صيف عما قريب تنقشع.
عاود الشيخ فقال: "راحت أيام وجاءت أيام كان جاء زارني على البيت ما وجدني. الخلاصة قام بتتبع الأخبار عرف أني أنا عند نظام([11]) لما كان بيته تحت في البلد، طرق الباب دخل، أهلاً وسهلاً، قال: أنا جئت البيت ما وجدتك وأنا كما تعلم حريص على الاستفادة من علمك من هذا الكلام، قلت له: أنا هكذا أعرف، لكن أيش معنى المقاطعة هذه؟ قال: أنت كفرت سيد قطب -وهذا الشاهد- قلت له: وأين كفرت؟ قال: أنت بتقول إنه هو يقرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير أولاً: "سورة الحديد" -أظن- وثانيًا: "بقل هو الله أحد" قلت: نعم، نقل كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود، لكن نحن من قاعدتنا، وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك تتابع جلساتي، لا نكفر إنسانًا ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة([12]) فكيف أنتم تعلنون المقاطعة هذه وأنا موجود بين ظهرانيكم... أنت إذا ما جئت تبعثوا شخص يتحقق من أنه صحيح أنا أكفر سيد قطب. كان معه يومئذ لما جاء لنظام أخونا علي السطري، قلت له: سيد قطب هكذا يقول في سورة كذا. قام فتح في مكان آخر فيه بأن الرجل يؤمن بالله ورسوله والتوحيد... إلخ. قلنا له: يا أخي نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله، لكننا أنكرنا هذا الباطل الذي قاله. ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في "مجلة المجتمع"([13]) في الكويت بعنوان ضخم: الشيخ الألباني يكفر سيد قطب. والقصة طويلة جدًّا لكن الشاهد فيها أين؟ أننا نحن نقول "هيك" ونقول "هيك" فالذي يأخذ إن سيد قطب كفَّره الألباني مثل الذي يأخذ إنه والله الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين، هؤلاء أهل أهواء، يا أخي! هؤلاء لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعو الله لهم فقط أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"([14]).


الفتوى الأولى لسماحة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 
-رحمه الله-
سئل فضيلة الشيخ العلامة مُحمَّد بن صالح العثيمين: -أثابكم الله- أرجو إجابتي على هذا السؤال: إننا نعلم الكثير من تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لَم أسمعه عنه، وقد سمعته من أحد طلبة العلم مؤخرًا ولَم أقتنع بذلك؛ فقد قال: إن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود. وطبعًا هذا كفر صريح، فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود؟ أرجو الإجابة -جزاكم الله خيرًا- قال الشيخ مُحمَّد : "مطالعتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل، لكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "ظلال القرآن" كتبوا ملاحظات عليه: مثل ما كتبه الشيخ عبد الله الدويش -رحمه الله- وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات عليه، على سيد قطب في التفسير وفي غيره. فمن أحب أن يراجعها فليراجعها"([15]).


الفتوى الثانية لسماحة العلامة الشيخ مُحمَّد بن صالح العثيمين 
-رحمه الله-
قال سيد قطب في تفسير "سورة الحديد": "ولقد أخذ المتصوفة بِهذه الحقيقة الأساسية الكبرى وهاموا فيها وبِها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير غيره في الوجود. وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة. إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنَّهم أهملوا الحياة بِهذا التصور، والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة، ويعيش بِها ولها"([16]).
ويقول في "سورة الإخلاص": "إنَّها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر: فإنَّما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي. ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية، وهي من ثم أحدية الفاعلية، فليس سواه فاعلاً لشيء أو فاعلاً في شيء في هذا الوجود أصلاً، وهذه عقيدة في الضمير، وتفسير للوجود"([17]). 
وقال في قوله تعالى: )الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى([طه:5]: "أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق"([18]).
سئل فضيلة الشيخ العلامة مُحمَّد بن صالح العثيمين -حفظه الله- عن صاحب كتاب "في ظلال القرآن" ومنهجه في التفسير؟ فقال: "إنه كثر الحديث حول هذا الرجل وكتابه، وفي كتب التفسير الأخرى كتفسير ابن كثير، وتفسير ابن سعدي، وتفسير القرطبي -على ما فيه من التساهل في الحديث- وتفسير أبي بكر الجزائري 
-الغنى والكفاية ألف مرة عن هذا الكتاب. 
وقد ذكر بعض أهل العلم كالدويش والألباني الملاحظات على هذا الكتاب، وهي مدونة وموجودة، ولَم أطلع على هذا الكتاب بكامله وإنَّما قرأت تفسيره لسورة الإخلاص، وقد قال قولاً عظيمًا فيها مخالفًا لما عليه أهل السنة والجماعة، حيث إن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود. وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة علمًا بأن هذا الكتاب ليس كتاب تفسير وقد ذكر ذلك صاحبه، فقال: ظلال القرآن". ويجب على طلاب العلم ألا يجعلوا هذا الرجل أو غيره سببًا للخلاف والشقاق بينهم، وأن يكون الولاء والبراء له أو عليه([19]).





الفتوى الثالثة لسماحة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 
-رحمه الله-
قال السائل: ما هو قول سماحتكم في رجل ينصح الشباب السني بقراءة كتب سيد قطب، ويخص منها: "في ظلال القرآن" و"معالم على الطريق" و"لماذا أعدموني؟" دون أن ينبه على الأخطاء والضلالات الموجودة في هذه الكتب؟.
قال الشيخ مُحمَّد بن صالح العثيمين -حفظه الله-: أنا قولي -بارك الله فيك- أن من كان ناصحًا لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين، أما تفسير سيد قطب، رحمه الله -ففيه طوام- لكن نرجو الله أن يعفو عنه، فيه طوام: كتفسيره للاستواء، وتفسيره سورة "قل هو الله أحد"، وكذلك وصفه لبعض الرسل بِما لا ينبغي أن يصفه به"([20]).





الفتوى الأولى لسماحة العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان 
- حفظه الله -
قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى: )وَفِي الرِّقَابِ([البقرة:176]. في "ظلال القرآن": "وذلك حين كان الرق نظامًا عالَميًّا تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولَم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق"([21]).
قال سائل: فضيلة الشيخ، يرى بعض الكتاب العصريين أن هذا الدين قد أجبر على قبول نظام الرق الجاهلي في بادئ الأمر.
قال فضيلة الشيخ صالح: "أعوذ بالله".
أكمل السائل سؤاله بقوله: "بيد أنه جاء "بتجفيفه" عن طريق فتح أبواب الكفارات وغيرها من الإعتاق الواجب في الموالي بالتدريج حتى ينتهي، وبالتالي يكون مقصود الشارع هو إزالة هذا النظام بالتدريج. فما توجيهكم؟
قال الشيخ صالح الفوزان: "هذا كلام باطل -والعياذ بالله- رغم أنه يردده كثير من الكتاب والمفكرين ولا نقول العلماء، بل نقول المفكرين كما يسمونَهم ومع الأسف يقولون عنهم الدعاة أيضًا، وهو موجود في تفسير سيد قطب "فِي ظلال القرآن" يقول هذا القول: إن الإسلام لا يقر الرق، وإنَّما أبقاه خوفًا من صولة الناس واستنكار الناس لأنَّهم ألفوا الرق، فهو أبقاه من باب المجاملة يعني كأن الله يجامل الناس، وأشار إلى رفعه بالتدريج حتى ينتهي. هذا كلام باطل وإلحاد -والعياذ بالله- هذا إلحاد واتِّهام للإسلام، ولولا العذر بالجهل، لأن هؤلاء نعذرهم بالجهل لا نقول إنَّهم كفار؛ لأنَّهم جهال أو مقلدون نقلوا هذا القول من غير تفكير فنعذرهم بالجهل، وإلا الكلام هذا خطير لو قاله إنسان متعمد([22]) ارتد عن دين الإسلام، ولكن نقول هؤلاء جهال لأنَّهم مجرد أدباء أو كُتَّاب ما تعلموا، ووجدوا هذه المقالة ففرحوا بِها يردون بِها على الكفار -بزعمهم- لأن الكفار يقولون: إن الإسلام يملك الناس، وأنه يسترق الناس، وأنه وأنه… فأردوا أن يردوا عليهم بالجهل، والجاهل إذا رد على العدو، "فإنه" يزيد العدو شرًّا، ويزيد العدو تمسكًا بباطله، الرد يكون بالعلم ما يكون بالعاطفة، أو يكون بالجهل، "بل" يكون الرد بالعلم والبرهان، وإلا فالواجب أن الإنسان يسكت ولا يتكلم في أمور خطيرة وهو لا يعرفها. فهذا الكلام باطل ومن قاله متعمدًا فإنه يكفر، أما من قاله جاهلاً أو مقلدًا فهذا يعذر بالجهل، والجهل آفة قاتلة -والعياذ بالله- فالإسلام أقر الرق والرق قديْم قبل الإسلام موجود في الديانات([23]) السماوية "ومستمر" ما وجد الجهاد في سبيل الله، فإن الرق يكون موجودًا لأنه تابع للجهاد في سبيل الله U وذلك حكم الله -جل وعلا- ما فيه محاباة لأحد ولا فيه مجاملة لأحد، والإسلام ليس عاجزًا أن يصرح ويقول: هذا باطل، كما قال في عبادة الأصنام، وكما قال في الربا، وكما قال في الزنا، وكما قال في جرائم الجاهلية، الإسلام شجاع ما يتوقف ويجامل الناس، بل يصرح برد الباطل، ويبطل الباطل، هذا حكم الله I فلو كان الرق باطلاً ما جامل الناس فيه، بل قال هذا باطل، ولا يجوز فالرق حكم شرعي باق ما بقي الجهاد في سبيل الله شاءوا أم أبوا، نعم، "وسبب الرق هو الكفر بالله فهو عقوبة لمن أصر على الكفر واستكبر عن عبادة الله U ولا يرتفع إلا بالعتق، قال العلماء في تعريف الرق "هو عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر" وليس سببه كما يقولون استرقاق الكفار لأسرى المسلمين فهو في مقابلة ذلك، راجع كتب الفرائض في باب موانع الإرث، وسمى الله الرق ملك اليمين، وأباح التسري به([24])، وقد تسرى النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم، مما يدل على أنه حق"([25]).










الفتوى الثانية لسماحة العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان 
- حفظه الله -
سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عن قراءة كتاب ظلال القرآن؟
فقال: "وقراءة الظلال فيها نظر؛ لأن الظلال يشتمل على أشياء فيها نظر كثير، وكوننا نربط الشباب بالظلال ويأخذون ما فيه من أفكار هي محل نظر، هذا قد يكون له مردود سيئ على أفكار الشباب، فيه([26]) تفسير ابن كثير، وفيه تفاسير علماء السلف الكثيرة وفيها غنى عن مثل هذا التفسير وهو في الحقيقة ليس تفسيرًا، وإنَّما كتاب يبحث بالمعنى الإجمالي للسور، أو في القرآن بوجه عام، فهو ليس تفسيرًا بالمعنى الذي يعرفه العلماء من قديْم الزمان([27])، أنه شرح معاني القرآن بالآثار، وبيان ما فيها من أسرار لغوية وبلاغية، وما فيها من أحكام شرعية، وقبل ذلك كله بيان مراد الله I من الآيات والسور([28]).
أما ظلال القرآن فهو تفسير مجمل نستطيع أن نسميه تفسيرًا موضوعيًّا فهو من التفسير الموضوعي المعروف في هذا العصر، لكنه لا يعتمد عليه لما فيه من الصوفيات، وما فيه من التعابير التي لا تليق بالقرآن مثل وصف القرآن بالموسيقى والإيقاعات، وأيضًا هو لا يُعنىبتوحيد الألوهية، وإنَّما يُعنى في الغالب بتوحيد الربوبية وإن ذكر شيئًا من الألوهية فإنَّما يركز على توحيد الحاكمية، والحاكمية لا شك أنَّها نوع من الألوهية لكن ليست "وحدها" هي الألوهية المطلوبة، "وهو يؤوِّل الصفات على طريقة أهل الضلال" تحو([29]) الكتاب لا يجعل في صف ابن كثير وغيره من كتب التفسير. هذا الذي أراه ولو اختير من كتب السلف، ومن الكتب المعنية بالعقيدة والمعنية بتفسير القرآن والمعنية بالأحكام الشرعية لكان هذا أنسب للشباب([30]).









الفتوى الثالثة لسماحة العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان 
- حفظه الله -
قال السائل نقلاً عن الأخ عدنان عرعور([31]) -هداه الله- أنه قال: "لماذا لا يلام الإمام أحمد في تكفيره لتارك الصلاة ويلام سيد قطب إذا صدر منه بعض العبارات، ونقول: هذا يكفر المجتمعات، ولا يلام الإمام أحمد -رحمه الله- وقد حكم على هذه الشعوب كلها بالكفر "أي لأن أغلبهم لا يصلون"([32]) فما هو تعليق سماحتكم؟.
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: "الإمام أحمد عالم وحبر يعرف الأدلة وطرق الاستدلال، وسيد قطب جاهل ما عنده علم ولا عنده معرفة ولا عنده أدلة على ما يقول، فالتسوية بين الإمام أحمد وسيد قطب ظلم؛ لأن الإمام عنده أدلة كثيرة من الكتاب والسنة على كفر تارك الصلاة متعمدًا، وسيد ليس عنده دليل واحد على ما يقول من تكفيره لعموم المسلمين بل الأدلة على خلاف ما يقول"([33]).
كذلك قال أيضًا "يعنِي: عرعور": لا أعلم أحدًا تكلم في قضايا المنهج بمثل ما تكلم به سيد قطب ومعظم ما كتبه كان مصيبًا فيه.
فسئل عن قوله هذا فأجاب: كلمة المنهاج -هاهنا- أقصد بِها قضايا: التغيير، الانتخابات، الاغتيالات، وأقصد في زمانه: أي وقت الخمسينات.
فأجاب الشيخ صالح: "هو لا يعرف لأنه جاهل، أما نحن نعرف -ولله الحمد-أن العلماء من قبل سيد قطب ومن بعده أنَّهم يخالفون سيد قطب. نعم.
هل يقال: إن سيد قطب إن كان مجتهدًا فهو مأجور على ذلك؟
قال فضيلة الشيخ صالح -حفظه الله- جوابًا على هذا: "ليس هو من أهل الاجتهاد حتى يقال فيه ذلك، لكن يقال: إنه جاهل يعذر بجهله، ثُمَّ إن مسائل العقيدة ليست مجالاً للاجتهاد لأنَّها توقيفية"([34]).











فتوى العلامة الشيخ صالح بن مُحمَّد اللحيدان 
- حفظه الله -
سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن مُحمَّد اللحيدان: هل يوجد في مجلد ظلال القرآن لسيد قطب شك أو ريب بالنسبة للعقيدة، وهل تنصح باقتنائه أم لا؟.
فأجاب الشيخ: بل هو مليء بِما يخالف العقيدة، فالرجل -رحمه الله- نسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين- ليس من أهل العلم، هو من أهل الدراسات المدنية وأهل الأدب، وله كتبه السابقة قبل أن ينخرط في سلك الإخوان المسلمين، وكان من الأدباء، له كتاب: "حصاد أدبي" و"الأطياف الأربعة" وغيره... "وطفل من القرية" وأشياء كثيرة من هذا النوع، ثم شاء الله -جل وعلا- أن يتحول عما كان عليه، وكان في وقت نشط الناس في الكلام وإن قل العمل، وكان للكلام أثره فكان ما كان وكتب هذا الكتاب الذي اسمه "في ظلال القرآن" وإن شاء الله له حسنات، ولكن له أخطاء في العقيدة، وفي حق الصحابة: أخطاء خطيرة كبيرة، وقد أفضى إلى ما قدم فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه، هو أما كتبه فإنَّها لا تعلم العقيدة ولا تقرر الأحكام، ولا يعتمد عليها في مثل ذلك، ولا ينبغي للشادي والناشئ في طريق العلم أن يتخذها من كتب العلم التي يعتمد عليها، فللعلم كتبه، وللعلم رجاله، أنصح أن يعتني طالب العلم بالقراءة للمتقدمين: الأئمة الأربعة، وللتابعين، وأهل الحق، وعلماء الإسلام المعروفين بسلامة المعتقد وغزارة العلم والتحقيق وبيان مقاصد الشريعة. وهم -ولله الحمد- كثيرون، وكتبهم محفوظة -بحمد الله- والمرجع في ذلك كله، عرض أقوال الناس، إنَّما يكون على كتاب الله وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلموعلى أقوال السلف "الصحابة" فهم أدرى وأعرف بمفاهيم كلام الله وكلام نبيه، وذلك كله -ولله الحمد- مدون في كتب العلماء من الصحاح والسنن وكتب الآثار: كالمصنفات ونحوها، فلا عذر لطالب العلم بالتقصير، ولا يصح أن يجعل كتب المتأخرين حاكمة على كتب المتقدمين. نعم.
قال السائل: طالب علم يجالس أهل السنة وأهل البدع، ويقول: كفى الأمة تفريقًا وأنا أجالس الجميع.
قال الشيخ: "هذا مبتدع، من لَم يفرق بين الحق والباطل ويدعي أن هذا لجمع الكلمة فهذا هو الابتداع، نسأل الله أن يهديه" نعم([35]).









فتوى العلامة الشيخ عبد الله الغديان - حفظه الله -
قال السائل: يقول عدنان عرعور: "لا أعلم أحدًا تكلم في قضايا المنهج مثل ما تكلم سيد قطب، ومعظم ما كتبه سيد كان مصيبًا فيه، ومن أعظم كتبه "في ظلال القرآن" و"معالم على الطريق" و"ولِماذا أعدموني" مع أنه صرح في مواضع أخرى أنه لَم يقرأ هذه الكتب وينصح الشباب بقراءتِها، فما قول سماحتكم؟
قال فضيلة الشيخ عبد الله الغديان: "الجواب أن الشباب ينصحون بعدم قراءتِها وأنَّهم يقتصرون على دلالة القرآن ودلالة السنة وعلى ما كان عليه الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعون"([36]).






الفتوى الأولى للعلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر 
- حفظه الله -
قال عالِم المدينة الشيخ عبد المحسن العباد إجابة على سؤال عن كتب سيد قطب -رحمه الله- ومناسبة قراءتِها من عدمها؟
أقول: إن سيد قطب -رحمه الله- كما هو واضح في مؤلفاته كاتب من الكتَّاب، وليس من العلماء الذين يُعَوَّل على كلامهم في المسائل العلمية، وهو عندما يكتب بانفعال وحماس ينفلت منه القلم، وتزل به القدم، فيقع في أخطاء فادحة كالذي حصل له من الكلام في قصة نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- إذ وصفه بأنه الزعيم المندفع العصبي المزاج، حيث قال في كتابه "التصوير الفني في القرآن" (ص162-163 ط. دار الشروق):
"لنأخذ موسى؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج".
وقال في قوله تعالى: )فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ([القصص:15]: "وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي".
وقال عند قوله تعالى: )فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ([القصص:18]. قال: "ولكنه يهم بالرجل الآخر كما هم بالأمس، وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقبه، لولا أن يذكره من يهم به بفعلته فيتذكر ويخشى".
وكالذي حصل له في حق أمير المؤمنين عثمان بن عفان t حيث قال في كتابه "العدالة الاجتماعية" (ص206/ الطبعة الخامسة): "ونحن نميل إلى اعتبار خلافة عليٍّ امتدادًا طبيعيًّا لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما".
وقال فيه أيضًا (ص186 من الطبعة نفسها): "ولقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخ كبير، ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام، وضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان وكيد بني أمية من ورائه".
وقال فيه أيضًا (ص189 من الطبعة نفسها): "وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان، واختلط فيها الحق بالباطل، والخير بالشر، ولكن لابد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام، ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقرب إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان، أو بالأدق من موقف مروان، ومن ورائه بنو أمية!!".
وكالذي حصل له في حق معاوية وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما- حيث قال في كتابه "كتب وشخصيات" (ص242/طبعة دار الشروق): "إن معاوية وزميله عمرًا لَم يغلبا عليًّا، لأنَّهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنَّهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع، وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح!".
لذا فإني أنصح بعدم قراءة كتبه وبالاشتغال بقراءة الكتب النافعة المأمونة العاقبة على قارئها. )رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ([الحشر:10] ([37]).



الفتوى الثانية للعلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر 
- حفظه الله -
وسئل الشيخ عبد المحسن العباد عن كتاب ظلال القرآن؟
فقال: "كتاب ظلال القرآن أو في ظلال القرآن للشيخ سيد قطب -رحمه الله- هو من التفاسير الحديثة التي هي مبنية على الرأي، وليست على النقل، وليست على الأثر، ومن المعلوم أن أصحاب الرأي والذين يتكلمون بآرائهم ويتحدثون بأساليبهم يحصل فيهم الخطأ والصواب، ويصيبون ويخطئون، والإنسان الذي غير فاهم وغير متمكن من الأصلح له أن لا يرجع إليه وإنَّما يرجع إلى كتب العلماء المعتبرين مثل: تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير، ومثل تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي في المتأخرين فإن هذه تفسيرات العلماء.
وأما الشيخ سيد قطب -رحمه الله- فهو من الكتاب من الأدباء: يعني يكتب بأسلوبه وبألفاظه ويتحدث، ليس كلامه مبنيًّا على الأثر ولهذا إذا قرأه الإنسان "لَم يجده" يقول: قال فلان وقال فلان وقال رسول الله كذا وكذا…إلخ. يعني من جمع الآثار والعناية بالآثار؛ لأنه ما كان مبنيًّا على الأثر وإنَّما كان مبنيًّا على العقل والكلام بالرأي([38])، ولهذا يأتي منه كلام ليس بصحيح وكلام غير صواب، ولهذا الاشتغال...([39]) العمر قصير وليس متسع لكون الإنسان يقرأ كل شيء وما دام أن الأمر كذلك فالقراءة فيما ينفع والفائدة فيه محققة وكلام أهل العلم... أهل العلم الذين هم علماء ما هم كتَّاب: الكتَّاب غير العلماء، الكاتب غير العالم.
الكاتب هو الأديب الذي عنده: يعني قدرة على الكتابة والإنشاء فيتحدث فيأتي بالكلمات منها ما يصيب ومنها ما يخطئ وأحيانًا يعبر ويخطئ في التعبير ويأتي بعبارة هي ليست جيدة وليست مناسبة جاءت لكونه استرسل بكلامه وعبر بعباراته ولهذا يأتي في كلام سيد قطب -رحمه الله- كلمات غير لائقة يأتي في كلام سيد قطب في مؤلفاته في التفسير وفي غيره كلمات غير لائقة وغير مناسبة ولا يليق بالمسلم أن يتفوه بِها، وأن يتكلم بِها، وأما القول بأنه ما شرح التوحيد مثل سيد قطب فهذا كلام غير صواب أبدًا، التوحيد لا يؤخذ من كلام سيد قطب وإنَّما يؤخذ من كلام العلماء المحققين مثل: البخاري وغير البخاري من الذين أتوا بالأسانيد والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبينوا التوحيد وعرفوا التوحيد وعرفوا حقيقة التوحيد، وكذلك العلماء الذين علمهم في التوحيد ليس على الإنشاء وعلى الأساليب الإنشائية وعلى الكتابات الأدبية، وإنَّما بنوه على كلام العلماء وعلى الآثار وعلى كلام الله وكلام رسوله -صلوات الله وسلامه وبركاته عليه- هذا هو الحقيقة([40]) الذين هم كتبوا في التوحيد واشتغلوا في التوحيد"([41]).






فتوى الشيخ العلامة حماد الأنصاري - رحمه الله -
سئل الشيخ العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله-([42]) عن قول سيد قطب: "ولابد للإسلام أن يحكم؛ لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معًا مزيجًا كاملاً يتضمن أهدافهما جميعًا ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال"([43]).
فأجاب الشيخ العلامة -رحمه الله-: "إن كان قائل هذا الكلام حيًّا فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدًّا، وإن كان قد مات فيجب أن يبين أن هذا الكلام باطل ولا نكفره لأننا لَم نقم عليه الحجة"([44]).





فتوى الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي - حفظه الله -
قال فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي عالِم ومفتِي منطقة جازان: "أما القطبيون، فهم قوم درسوا كتب سيد قطب وتابعوه في كل ما قاله واعتقده، بل وعظموه كل التعظيم مما جعلهم يتخذون كل ما قاله في كتبه حقًّا وصوابًا وإن خالف الأدلة وباين منهج السلف، ويتضح ذلك من الثورة الكلامية والإشاعات الإعلامية التي أشاعوها ضد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حين رد على سيد قطب في بعض الأخطاء الاعتقادية الفظيعة وجعلوه متجنيًا عليه وظالمًا له، ولَم يحملهم الإنصاف أن يعودوا إلى تلك الأماكن والأرقام التي أشار "ربيع" في كتابه إليها: كالنيل من نبي الله موسى u، والتحامل على عثمان t وإسقاط خلافته من بين خلافة الخلفاء الراشدين وجعلها فجوة بينها، ونيله من باقي الصحابة، وجهله بتوحيد الألوهية، وسلوكه مذهب الأشاعرة في تأويل الصفات، وتمييعه لكثير من المسائل العقدية وغير ذلك، فالله المستعان"([45]). 





فتوى الشيخ العلامة مُحمَّد أمان الجامي - رحمه الله -
قال العلامة مُحمَّد أمان الجامي -رحمه الله- رئيس قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية سابقًا والمدرس في المسجد النبوي([46]): "كتاب الظلال لسيد قطب تفسير ليس تفسيرًا أثريًّا ولا تفسيرًا لغويًّا، ولكنه إنشاء وخلط وخبط بين آراء الأشاعرة وآراء وحدة الوجود، وآراء المتصوفة وهو أشعري ولا نزاع في ذلك، وأنصح صغار الطلبة في عدم قراءة كتابه الظلال، كما أنصح كبار الطلبة أي من طلاب العلم أن يقرؤه ليبينوا لصغار الطلبة ما فيه من الباطل من باب النصيحة".
وسئل الشيخ عن رجل وقع في بدع كثيرة مثل القول بأن القرآن من صنع الله لا من صنع الإنسان([47]) ويقول عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه مثال للرجل المندفع العصبي المزاج([48]).
قال الشيخ: 
السؤال الأول: هل يجوز القول بأن القرآن من صنع الله وليس من صنع الإنسان؟
هذا كلام خطير فيه تلبيس على السذج؛ لأن الطالب الساذج إذا سمع بأن القرآن من صنع الله يفهم منه أنه([49]) كلام الله، وكلمة صنع أي مصنوع ومخلوق لله: الله صنعه. وصانع الكون كله وخالق الكون كله هو الذي صنع القرآن أي خلقه؛ هذا كفر بالله لأن القرآن ليس بمصنوع بل كلام الله ويقول الله تعالى: )وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ([التوبة:6]. الكلام الذي سمعه المشركون وغير المشركين من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- هو هذا القرآن بين دفتي المصحف، إذًا القول بأن القرآن من صنع الله خطأ كبير وفيه تلبيس على الناس.
"ويقول: إن موسى مثال للرجل المندفع العصبي المزاج. موسى من؟ كليم الله أحد الرسل، أحد أولو العزم الذين انتقاصهم كفر وردة، من انتقص نبيًّا واحدًا من الأنبياء انتقص جميع الأنبياء فكفر، ومن أنكر رسالة واحد ونبوة واحد من الأنبياء كفر؛ لأن الكفر بواحد منهم كفر بالجميع، وهذا كلام العلمانيين الذين لا يقدرون الله ولا يقدرون رسل الله ولا كتب الله. إن كان هذا الكلام مسطر في الكتب ينبغي لهذا السائل بعد أن ينتهي من سرد هذه الأسئلة الجهنمية أن يذكر لنا ذلك الكتاب لننبه عليه".
"ويقول إنه يقول بوحدة الوجود([50]) وهل تعلمون معنى وحدة الوجود؟ لو كان الحضور جميعًا طلاب علم لما احتجت إلى شرح وحدة الوجود، لكن يكون هذا الصوت ربما يبلغ إلى من لا يتصور ما معنى وحدة الوجود أضطر إلى بيان معنى وحدة الوجود، معنى وحدة الوجود: بأن هذا الكون كله عين واحدة، أي: لا يقال خالق ومخلوق، ورب ومربوب، الكون كله شيء واحد وحدة الوجود. دين ابن عربي الطائي ليس ابن العربي المعروف، ابن العربي من أهل السنة -إن شاء الله- ومن أئمة المالكية، أما ابن عربي المنكر فهو النَكِرة النُكرا الذي أتى كما قال شيخ الإسلام بكفر لَم يأت به كفار قريش حيث زعم أنه هو والله شيء واحد، وأن الكون كله شيء واحد، والخالق والمخلوق على حد سواء، هذه وحدة الوجود من يعتقد وحدة الوجود فهو مرتد ولو لبس جلابيته".
ويذكر السائل بأن هذا الكاتب يطعن في عثمان t ولعله مصاب بداء التشيع وهذا من أخف الأمراض عنده بالنسبة لما تقدم وبالنسبة لما عرف عنه، وقد ذكر اسم الكتاب وبين الكاتب.
"ويقول السائل: ويطعن في عثمان طعونات كثيرة في كتابه "العدالة الاجتماعية"([51]) يذكر السائل والعهدة على السائل بأن صاحب هذا الكتاب "العدالة الاجتماعية" يشكك في الجنة والنار، إذا كان يشكك في الجنة والنار وما في معناهما من الأمور الغيبية معناه أصيب بداء العقلانيين، ولا كنت أعلم بأنه عقلاني، العقلانيون غير العقليين والنسب كثرت هذه الأيام، علماء الكلام يقال لهم أهل العقل وأصحاب العقل، وتجددت العقلانية الجديدة التي اتخذت مقرًّا في الولايات المتحدة اليوم([52])، جميع الأحاديث التي تتعلق بالأمور الغيبية، ولا يكفي عند العقلانيين صحة الحديث من حيث الإسناد بل القاعدة عندهم من عرض الأحاديث الصحيحة، وخصوصًا التي تتحدث عن الدجال والمهدي والجنة والنار، لابد من عرضها على العقول، عقول من؟ عقول العقلانيين لا الناس العاديين مثلنا، ما وافقت عليه عقول العقلانيين قبل وإلا فرد".
"وإنَّما نصيحتنا لشبابنا أن يكتفوا في سنهم وفي علمهم هذا وفي مستواهم هذا أن يكتفوا بالكتب المعروفة، والمعروف مؤلفوها بسلامة العقيدة وبسلامة المنهج حتى ينضجوا، ولا ينبغي لهم أن يقرءوا كل ما وقع في أيديهم؛ لأن بعض هؤلاء العلمانيين قد يحسن بِهم الظن كثير من الناس ومن الكتاب ومن طلاب العلم ويقعون فريسة لحسن الظن بِهم. ولذلك طالما توجد كتب سليمة من حيث المنهج وكتب سلمت عقائد مؤلفيها، لستم في حاجة إلى أن تقرءوا في كل هذه الكتب، نصيحتي لكم أن تقتصروا في هذا المستوى على الكتب السليمة ثم تتوسعوا مع التقدم في السن والعلم، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا مُحمَّد وآله وصحبه وسلم"([53]).


فتوى الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -
سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: هل مما ينهى عن قراءته من التفاسير تفسير سيد قطب -رحمه الله- "في ظلال القرآن"؟([54]).
فأجاب فضيلته: أما تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب فهو من التفاسير التي اشتملت على مواضع كثيرة فيها بيان لبعض الآيات؛ بيان حسن، يعني فيها أسلوب أدبي فيه شيء من التنميق مما يُفهم المرء دلالة الآيات عمومًا وصلتها بالواقع، وهذا مما يدركه القارئ له من أول ما يقرأ. ولهذا اعتنى به كثيرون في هذا العصر من هذه الجهة، حيث إنه في بعض الآيات يعبر عن التفسير بتعبيرات صحيحة وبعبارات أدبية مناسبة، وأيضًا اشتمل كتابه على كثير من البدع والضلالات، فكتاب سيد قطب "في ظلال القرآن" ما فيه من التحريفات أكثر مما في كتاب الصابوني([55]) -أو كتب الصابوني- ومن أمثلة ذلك: أنه يؤوِّل الاستواء.
ومن([56]) أمثلته أنه يُشعِرُ في سورة الإخلاص بأن عنده ميل إلى بعض مذاهب المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود أو نحو ذلك. يفهم منه، ما نقول إنه ظاهر بَيِّن. لكن يفهم منه ومن(3) ضمن ذلك أنه يقول: إن بحث زيادة الإيْمان ونقصانه أنه من البحوث الكلامية التي لا ندخل فيها، قالها في سورة الأنفال عند قوله تعالى: )وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيْمَانًا([الأنفال:2]. في الحاشية.
ومن أمثلة ذلك أنه يفسر الرب بالإله، والإله بالرب. يعني: توحيد الربوبية عنده هو توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية هو توحيد الربوبية. عنده عكس في فهم هذا([57])، فالرب عنده هو المستحق للعبادة، والإله عنده هو الخالق الرازق، وهذا لا شك أنه يتبعه أشياء من مسائل الاعتقاد ينحرف بِها من يلتزمها عن جادة أقوال السلف.
ومن ضمن ذلك أنه في مسائل طاعة المشركين لا يفهم تفصيل أهل العلم فيها، فيفهم من ظاهر كلامه ما يكون موافقًا فيه لبعض الغلاة في مسائل الطاعة: طاعة المشركين، أو طاعة الأحبار والرهبان. ومن أمثلة ذلك ما ذكره في سورة الأنعام عند قوله تعالى: )وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ([الأنعام:121]. فذكر فيها أشياء منها مما أدخله فيها -كما أذكر- مسألة لبس المرأة الأزياء والموديلات التي يصدرها أو تصدرها شركات الأزياء في باريس -على حد تعبيره- فيقول: أولئك الذين يشرعون للنساء عامة ألبسة، تلبس في الصباح كذا، وفي المساء كذا، وفي السهرة كذا، وفي العمل كذا…إلى آخره. يقول سيد قطب: إن هذه الفئة -يعني: مصمم الأزياء- إنَّهم آلهة لأنَّهم أحلوا الحرام فأطيعوا، وحرموا الحلال فأطيعوا فيقول: المرأة المسلمة التي تطيعهم في ذلك قد اتخذتْهم آلهة لأنَّها أطاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال، وهذا لا شك أنه كلام باطل؛ لأن المرأة إذا لبست الملابس المحرمة التي جاءت من عند أولئك المصممين لا يعني أنَّها اعتقدت أنَّها حلال، فمسألة التكفير في اعتقاد أن هذا الذي حرمه الله -جل وعلا- حلال. أما إذا أطاعوهم مع عدم اعتقاد أن هذا حلال... فمثلاً امرأة لبست ملابس أبرزت صدرها ورجليها عند الرجال الأجانب متابعة للمصممين، هذا إن كانت تعتقد أن هذا الفعل حرام ونحو ذلك، وغلبت عليه، ضعف إيْمانُها، ليس هذا بكفر ولَم تؤله أولئك، فهو في هذه المسألة جعل الطاعة مكفرة، وقد أخذ بقوله بعض الجماعات التي غلت في مسألة الحكم بِما أنزل الله، وفي مسألة الطاعة: طاعة المشرعين، المصممين، المنظمين... إلى آخره.
أيضًا من المسائل التي اشتمل عليها كتاب "في ظلال القرآن" أنه لا يظهر فيه اعتناء بِما [اعتنى به السلف من آيات الصفات والاعتناء بإثبات ما]([58]) أثبته أهل السنة، يعني: يشبه أن يكون فكريًّا غير مركز على مسألة معينة، يعني: على توجه معين هو أراد منه أن يكون كتابًا دعويًّا -كما يزعم- يناسب الوقت، لكنه اشتمل على أشياء مما ذكرت وغيرها.
وأيضًا من الأشياء التي تفرد بِها أنه ذكر في سورة يوسف ذكر أن أولئك الذين يسألون عن أحكام الإسلام وهم في مجتمع جاهلي هؤلاء يقدحون في الإسلام، والذين يجيبونَهم من العلماء هؤلاء يشاركونَهم في القدح. هذا معنى كلامه، لِمَ؟ قال: لأن أحكام الإسلام والفقه الإسلامي ما أتى إلا ليُنَّزل على واقع مسلم. أما هذه المجتمعات الجاهلية -على حد تعبيره- فإنَّها لا تقبل أحكام الله حتى يجتهد لها العالم في بيان الأحكام! وهذا لا شك أنه صورة من صور المخالفة للمنهج الحق في هذا، لأن أحكام الإسلام تُبين في الدار التي فيها مسلمون ولو لَم يكن فيها إلا مسلم واحد. إذا سأل عن دينه بُيِّن له وتكلم في بيان الإسلام وبيان أحكامه ولو كان في دار جاهلية. وتعميمه أن بلاد المسلمين دور جاهلية هذا لا شك أن فيه تعدٍ. يعنِي: جميعًا -على حد تعبيره-.
وأيضًا من المسائل التي تفرد بِها، أنه قسم الفقه إلى قسمين في سورة يوسف أيضًا: "القسم الأول": فقه الأوراق، و"القسم الثاني: فقه الواقع، وفقه الحركة أيضًا، يقصد بفقه الأوراق: الفقه الموجود بين أيدينا من فقه علماء الإسلام، ويقصد بفقه الواقع: يعنِي: الواقع الذي تعيشه الحركة وما حول الحركة ونحو ذلك؛ يعنِي: ما حول الجماعة العاملة والتنظيم العامل، يقول: إن مهمتنا الآن العناية بفقه الحركة فقه الواقع، أما فقه الأوراق فهذا لَم ينشأ إلا في مجتمع المدينة، لأنه لابد فيه من مجتمع يطبقه، فإذا لَم نوجد هذا المجتمع الذي يطبقه فإننا لا نحتاج إلى العناية به، كما تتوجه الدراسات ونحو ذلك، يعنِي: العناية الكبيرة به، فالعناية الكبرى تنصب على فقه الواقع؛ لأنه هو الذي تحتاج إليه الأمة ونحو ذلك.
له آراء كثيرة مخالفة إذا تأملت هذا الذي ذكر، فطالب العلم الذي يحرص على العلم النافع إنَّما يطالع كتب السلف الصالح، يطالع الكتب التي تفيده العلم المنقى الصافي، أما الكتب المشتملة على الباطل، المشتملة على التحريفات، المشتملة على آراء شخصية ليس عليها أدلة ظاهرة من القرآن والسنة لا يوافق علماء أهل السنة والجماعة عليها، فإن قراءة طالب العلم -خاصة المبتدئ- فيها إنَّها قد تسبب وتوقع في قلبه شبهة، والحريص على دينه لا يوقع ولا يسعى في أن يوقع نفسه وقلبه في شبهة"([59]).






الفتوى الأولى لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن مُحمَّد الدويش 
- رحمه الله -
قال الشيخ عبد الله بن مُحمَّد الدويش -رحمه الله- في مقدمة كتابه "المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال": "فقد كثر السؤال عن كتاب "ظلال القرآن" لمؤلفه سيد قطب ولَم أكن قد قرأته فعزمت على قراءته فقرأته من أوله إلى آخره فوجدت أخطاءً في مواضع خصوصًا ما يتعلق بعقيدة أهل السنة والجماعة وعلم السلوك فأحببت التنبيه على ذلك لئلا يغتر به من لا يعرفه، وقبل الشروع في ذلك أنبه على أمور:
الأول: أن بعض المواضع قد يتكرر في كثير من السور فأنبه عليه في موضع أو موضعين أو أكثر من ذلك ولا أستقصي ما في كل سورة اكتفاء بِما ذكرته وطلبًا للاختصار.
الثاني: أن بعض الناس يستعظم أن ينبه على أخطاء من أخطأ وهذا جهل منه فما زال العلماء يرد بعضهم على بعض من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا وقد قال مالك بن أنس -رحمه الله-: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الثالث: اشتهر عن بعض الناس أن المؤلف ألف هذا الكتاب في أول عمره بخلاف ما ألفه في آخره ولعله اعتمد على ما قرره في سورة الجن في الجزء السادس (ص3730، وص3731) الطبعة السابعة في الحاشية ولكنه ليس صريحًا في ذلك لكونه نقض كلامه في آخره وسيأتي التنبيه عليه في موضعه -إن شاء الله- وعلى كل تقدير فليس المقصود الشخص وإنَّما المقصود بيان ما في كتابه من الأخطاء وسميته "المورد العذب الزلال على أخطاء الظلال" وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم مقربًا لديه في جنات النعيم إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله على مُحمَّد وآله وصحبه أجمعين([60]).


الفتوى الثانية لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن مُحمَّد الدويش 
- رحمه الله - 
قال الشيخ -رحمه الله-: "الموضع الثاني والأربعون: قال في الجزء الثالث على قوله: )وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( الآية [الأعراف:8]: ولا ندخل هنا في طبيعة الوزن وحقيقة الميزان كما دخل فيه المتجادلون بعقلية غير إسلامية في تاريخ الفكر الإسلامي فكيفيات الله كلها خارجة عن الشبيه والمثيل مذ كان الله سبحانه ليس كمثله شيء وحسبنا تقرير الحقيقة التي يقصد إليها السياق من أن الحساب يومئذ بالحق وأنه لا يظلم أحد مثقال ذرة وأن عملاً لا يبخس ولا يغفل ولا يضيع..".
قال الشيخ بعدما نقل عدة مواضع نحوه: "قوله "ولا ندخل في طبيعة الوزن وحقيقة الميزان" إن كان قصده القول في ذلك بلا علم فصحيح، وإن كان قصده البحث فيه بعلم فليس بصحيح، وقد أجمعت الأمة على الأخذ بظاهر الأدلة الواردة في الميزان وأنه ميزان حقيقة وأن له كفتين ولسانًا وأنه يثقل ويخف وأن بعض الأعمال يجعل في كفة وبعضها يجعل في الكفة الأخرى وأن بعض الناس لا يزن جناح بعوضة وبعضهم دقته أثقل في الميزان من أحد، وهذه أحاديث صحيحة مشهورة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها ولا ينكر ذلك إلا أهل البدع كالمعتزلة وأشباههم". قال الشيخ -رحمه الله-: "الموضع السابع والأربعون: قال -أي سيد قطب- عند قوله: )إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ( الآية [الأعراف:54]. )إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ( الآية [يونس:3]. قال: والاستواء على العرش كناية عن مقام السيطرة العلوية الثابتة الراسخة باللغة التي يفهمها البشر ويَتمثلون بِها المعاني على طريقة القرآن في التصوير كما فصلنا هذا في فصل التخييل الحسي والتجسيم من كتاب التصوير الفني في القرآن. و"ثُمَّ" هنا ليست للتراخي الزماني إنَّما هي للبعد المعنوي، فالزمان في هذا المقام لا ظل له وليست هناك حالة ولا هيئة لَم تكن لله سبحانه ثم كانت فهو سبحانه منَزه عن الحدوث وما يتعلق به من الزمان والمكان، ولذلك نجزم بأن "ثم" هنا للبعد المعنوي ونحن آمنون من أننا لَم نتجاوز المنطقة المأمونة التي يحق فيها للعقل البشري أن يحكم ويجزم لأننا نستند إلى قاعدة كلية في تنْزيه الله سبحانه عن تعاقب الهيئات والحالات وعن مقتضيات الزمان والمكان" ثم نقل الشيخ -رحمه الله- نحو هذا الكلام من تفسيره لسور "الرعد"، "طه"، "الفرقان"، "السجدة" ثم نقل عنه قوله: )هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ( الآية [الحديد: 4]. وكذلك العرش فنحن نؤمن به كما ذكره لا نعلم حقيقته، أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق استنادًا إلى ما نعلمه من القرآن عن يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال فلا يكون في حالة عدم استواء على العرش ثم تتبعها حالة استواء، والقول بأننا نؤمن بالاستواء ولا ندرك كيفيته لا يفسر قوله تعالى: )ثُمَّ اسْتَوَى(([61])، والأولى أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا والتأويل هنا لا يخرج على المنهج الذي أشرنا إليه آنفًا؛ لأنه لا ينبع من مقررات وتصورات من عند أنفسنا. قال الشيخ الدويش بعده: "أقول: هذا قول الجهمية الضلال المعطلين، وهو مخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، فإن الجهمية لَم يصرحوا برد ألفاظ القرآن ولكن خالفوا السلف في المعنى المراد، وقولهم: إنه استولى لا يعرف في المسلمين إلا عن الجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم، ويقال أيضًا قوله: "الاستواء على العرش كناية عن مقام السيطرة الثابتة الراسخة باللغة التي يفهمها البشر". كلام باطل من وجوه تبلغ الأربعين:
منها: أن هذا لا يعرف في لغة العرب، قال ابن الأعرابي وقد سئل عن ذلك فقال: لا تعرف العرب ذلك -وهو من أكابر أئمة اللغة-.
ومنها: أن تفسيره بالسيطرة يبطل تخصيص العرش بكونه استوى عليه فإنه مسيطر على جميع خلقه. 
ومنها: أن هذا تفسير بالرأي المجرد الذي لَم يذهب إليه صاحب ولا تابع ولا قاله إمام من أئمة المسلمين، والقول على الله بغير علم من أعظم الذنوب. وقوله: و"ثم" هنا ليست للتراخي الزماني إنَّما هي للبعد المعنوي". باطل، بل هي للترتيب المعنوي: وهو أن الاستواء تأخر إلى ما بعد خلق السموات والأرض، ولو كان بمعنى الاستيلاء والسيطرة لكان العرش قبل خلق السموات والأرض خارجًا عن سيطرة الله وقهره وهذا لا يقوله مسلم. وقوله "ليست لله سبحانه هناك حالة ولا هيئة لَم تكن لله سبحانه ثُمَّ كانت". 
أقول: هذا تعطيل لصفة الاستواء التي وصف الله بِها نفسه، ولا نعطل صفة الله لأجل شناعة هذا القائل وتسميته ذلك حالة وهيئة، قال الإمام أحمد: لا نزيل عن الله صفة من صفاته لأجل شناعة المشنعين، وقوله "فهو سبحانه منَزه عن الحدوث" يقال له: وصف الله بِما وصف به نفسه من استوائه على عرشه وغيره لا محذور فيه ولا يلزم منه وصفه بالحدوث الْمُنَزه عنه لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، والذي ينَزه عنه هو كونه من جنس شيء من المخلوقات. وقوله: "لأننا نستند إلى قاعدة كلية في تنْزيه الله سبحانه عن تعاقب الهيئات والحالات وعن مقتضيات الزمان والمكان". فيقال: هذا نوع تجهم. 
قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- لما ذكر حديث عمران بن حصين: ((كان الله ولَم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء)). فزاد بعض الملاحدة: "وهو الآن على ما كان عليه" قصد بِها المتكلمة المتجهمة نفي الصفات التي وصف بِها نفسه من استوائه على العرش والنُّزول وغير ذلك، فقالوا: كان في الأزل ليس مستويًا على العرش وهو الآن على ما كان عليه فلا يكون على العرش لما يقتضي ذلك من التحول والتغير" اهـ. مجموع الفتاوى (2/273). 
وقوله: "ثُمَّ استوى على العرش إن كان علوًّا فهذا أعلى ...". 
جوابه أن يقال: هذا كلام شاك متحير لا يعرف قول أهل السنة من أهل البدع، والذي يجب عليه أن يجزم ويؤمن بأنه العلو على العرش حقيقة كما قال أهل السنة: استوى: علا وارتفع. 
قوله: "إن كان عظمة فهذا أعظم وهو الاستعلاء"...إلخ كلامه. 
أقول: هذا تأويل أهل البدع الذين لا يجعلون الاستواء حقيقة في العلو وإنَّما هو مجاز عن شيء آخر، وقال الشيخ -رحمه الله-: الموضع التاسع والخمسون بعد المائة، قال في الجزء السادس ص3696 على قوله: )تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ([المعارج:4]. قال: ولَم نكلف أن ندري طبيعة هذه المهام وكيف يصعد الملائكة ولا إلى أين يصعدون ... إلخ. أقول: قوله "ولا إلى أين يصعدون" ليس كما قال بل هو معلوم وهو أنَّهم يصعدون إلى الله تعالى وقد استدل العلماء بِهذه الآية وما شابَهها على علو الله على خلقه، قال ابن جرير -رحمه الله تعالى-: وقوله تعالى: )تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ([المعارج:4]. يقول -تعالى ذكره-: تصعد الملائكة والروح وهو جبريل u إليه يعنِي: إلى الله -جل وعز- والهاء في قوله: "إليه" عائدة على اسم الله. اهـ. 
وهذا واضح ولكن هذا شأن أهل البدع المعطلين لعلو الله على خلقه والله أعلم([62]).










فتوى الشيخ عبيد الجابري - حفظه الله -
قال سيد قطب: "فالذي نزل هذا القرآن هو الذي خلق الأرض والسموات... السموات العلى.. فالقرآن ظاهرة كونية كالأرض والسموات تنَزلت من الأعلى"([63]).
سئل فضيلة الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- المدرس سابقًا في الجامعة الإسلامية عن كتاب "في ظلال القرآن" وهل فيه أخطاء؟.
فقال فضيلته: "الحقيقة مطلب طيب ولكنه ليس بوسعي الآن؛ لأنه مليء بالأخطاء، فالذي أعرف أن الشيخ عبد الله الدويش -رحمه الله- أحصى عليه إحدى وثمانين ومائة خطيئة. وأنا قفوت فوجدت...اطلعت على بعضها، فمن ذلكم أنه قال في "سورة طه" عند قوله تعالى: )تَنْزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلى([طه:4]. قال: والقرآن ظاهرة كونية كظاهرة السماء والأرض تنَزلت من الملأ الأعلى، ما معنى هذه العبارة؟ يا إخوان ما معناها... كيف عرفتم أنه مخلوق، قد يقول قائل: لا من قال هذا؟ هل سيد قطب -عفا الله عنا وعنه- هل قال تعالى القرآن مخلوق؟ نقول: ما معنى كلمة كوني؟ كلمة كوني ما معناها؟ يعني كان بكلمة "كن"، وكلمة "كن" يعني: مخلوق، كون سيد قطب -عفا الله عنا وعنه- يعتقد هذا، هذا شيء آخر لكن هذا خطأ في الحقيقة.
الموضع الثاني في )قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ([الإخلاص:1]. قرأت أنا وبعض الإخوة وحدة الوجود، ووجدنا مذهب الجبر وهو أن العبد مجبور على كل ما يفعل وأنه لا اختيار له، وهنا لي ثلاث وقفات:
أولاً: أن سيد قطب -رحمه الله- مخطئ في هذا ولو كان حيًّا نقول يجب عليه أن يرجع وتقام عليه الحجة -لو كان حيًّا- وإلا يكفر صراحة لأنَّها كفريات هذه كلمات كفر.
الموقف الثاني: لا يجوز أن تقرر كتب سيد قطب ولا الغزالي ولا المودودي ولا مُحمَّد قطب ولا الندوي، يعني أن تقرر على الشباب ويحجر عليهم غيرها بحجة أنَّهم أئمة الإسلام، وكذلك الترابي ألحقوه بِهم، لا يجوز هذا أبدًا في باكورة السن وباكورة الطلب، شبابكم يا إخوان ينشأ معتزلي، جهمي، صاحب وحدة وجودة، ملحد ينشأ ولا يدري المسكين.
ثالثًا: من يروجون كتب هؤلاء وهم يعلمون ما فيها من البلاء والله، وبالله، وتالله إنَّهم خونة للأمة وغشاشون لها، وأخشى أن ينطبق عليهم هذا الحديث: ((لعن الله من آوى محدثًا..)). هذه ثلاث مواقف خذوها عني في كتب سيد قطب أو الترابي وغيره"([64]).







فتوى الشيخ زيد بن مُحمَّد المدخلي - حفظه الله -
ناقش الشيخ زيد -حفظه الله- بعض الأفاضل حين زل في الثناء على سيد قطب وذم منتقديه، فمما قاله الشيخ زيد:
الوقفة الأولى: أقول يا ليت الشيخ([65]) عندما ذكر تزكية سيد قطب وحسن البنا -رحمهما الله تعالى- ذكر بعض أخطائهما الجوهرية وتناول بالذكر أفكارهما المدمرة لحياة القلوب وسلامة الفطر، والتي منها ما يلي: 
أ- ما قاله سيد قطب في حق معاوية وعمرو بن العاص من اتِّهامهما بالنفاق والكذب والغش والخيانة وبيع الذمم. وقد تقدم الرد على سيد في هذا البحث فارجع إليه إن شئت.
ب- وما قاله في خلافة عثمان حيث اعتبرها فجوة بين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وقد تقدم بيان ذلك ومناقشته... وما مشى عليه سيد في تأويل الصفات والعرش والميزان وغيرها([66]).
ت- وما قرره سيد من أنه لا يوجد في عصره مجتمع من مجتمعات المسلمين قاعدة التعامل فيه شريعة الله والفقه الإسلامي بدون استثناء([67]).
ث- وما قرره من اعتبار المساجد في ديار الإسلام معابد جاهلية([68]).
ج- وما قرره سيد في تفسير لا إله إلا الله بالحاكمية والخلق والاختيار، تاركًا معناها الذي يجب أن تفسر به بالدرجة الأولى وهو توحيد الألوهية([69]).
د- موقف سيد من أخبار الآحاد الصحيحة في العقائد، وأنه لا يقيم لها وزنًا في هذا الباب، وذلك خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة([70]).
ذ- وما بالغ فيه سيد من تقرير المبدأ الاشتراكي الهدَّام حيث قال بعد كلام طويل في هذا الموضوع: سبل في يد الدولة أن تنْزع الملكيات والثروات جميعًا وتعيد توزيعها على أساس جديد...([71]).
ر- وما قرره أيضًا في باب الولاء والبراء في تصريحه بمشروعية الترابط والمودة بين المسلمين والكافرين الذين لَم يحاربونا([72]).
إلى غير ذلك من الأخطاء الفاحشة التي تتعلق بأصول الدين وحقوقه ومكملاته، قال فيها خطأ وشططًا... وإذا الأمر كذلك فكان ينبغي للشيخ أن يحذر الشباب من هذه المزالق التي يجهلونَها وربَّما وقعوا فيها وهم لا يعلمون، اللهم إلا إذا كان لا يعلمها فيحتمل له العذر احتمالاً مع مرارة الأمر، ومن ثم تكون التزكية مبنية على ما شاع وذاع من صيت الرجلين في أوساط جماهير الناس، وذلك لا يغني من الحق شيئًا، لأن التزكية شهادة، والشهادة لا تكون إلا على علم، قال الله تعالى: )إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ([الزخرف:86]. 
وأما مقارنة الشيخ لسيد قطب والبنا وأمثالهما من أصحاب الفكر بكبار العلماء والأئمة مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن عطية والخطابي فهي مقارنة مع الفارق؛ لأن هؤلاء الأئمة عندهم من العلم الغزير ما يغطي ما وقع لهم من الأخطاء، أما هؤلاء الكتاب فليس لهم رصيد من العلم يغطي أخطاءهم، وكتبهم لا تقاس بكتب هؤلاء الأئمة لأنَّها ضحلة من العلم الشرعي ليس فيها إلا تَهييج سياسي وتجهيل وتضليل لعوام المسلمين غالبًا، فأين هي من كتب أولئك الأئمة، وأين الثرى من الثريا، والأمر فينا وفيهم وفي الخليقة جمعاء لله هو يقضي بالحق ويجازي كل عامل بعمله إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، ولا يظلم ربك أحدًا..".
قول الشيخ: "وإذا وقع منهما أخطاء يسيرة في التأويل فلا يصل إلى حد التكفير ...إلخ". 
أقول: أولاً: إنه لا يجوز أن يقال عن الأخطاء التي منها ما ذكرت آنفًا: إنَّها يسيرة، بل خطيرة ولكني أحمل الشيخ على المحمل الحسن وهو عدم اطلاعه على تلك الأخطاء التي تعتبر في غاية الخطر على الشباب الذين أقنعوا بمنهج سيد قطب وحسن البنا في الدعوة والجهاد، وأنه هو المنهج الصريح الذي يمكن أن يحرر الأرض من الشر والفساد وإن طال المدى، وسفكت في سبيله الدماء، وهذا الحمل الحسن مع مرارته؛ لأن الشيخ من العلماء السلفيين كما هو معلوم..."([73]).







فتوى الشيخ صالح بن سعيد السحيمي -حفظه الله-
سئل فضيلة الشيخ السحيمي -حفظه الله- عن رجل وقع في بدع كثيرة: مثل القول بأن القرآن من صنع الله لا من صنع الإنسان، ويقول عن موسى u: إنه مثال الزعيم المندفع العصبي المزاج، ويقول بوحدة الوجود، ويطعن في عثمان t طعونات كثيرة في كتابه "العدالة الاجتماعية" ويشكك في الجنة والنار، وينفي بعض الصفات على طريقة الجهمية وعلى طريقة الأشاعرة، ويكفر الأمة كلها ولا يستثني إلا جماعته، ويقول: إن توحيد الربوبية هو الذي دعت إليه الرسل وأنزلت من أجله الكتب بعكس كلام السلف، وفسر لا إله إلا الله بالحاكمية.
السؤال يا فضيلة الشيخ: ما هو الموقف معه؛ هل يبدع بعينه لأني أنكر على بعض الشباب بقولهم: لا تبدعه؛ لأنه لَم تقم عليه الحجة، ولقد رأيت في كتابه ظلال القرآن أنه ينقل بعض الكلام عن تفسير ابن كثير -رحمه الله- وهل نقله عن كتب السلف الصالح يعتبر إقامة حجة عليه؛ لأنه عرف كتب السلف وعرفها([74])، نريد من فضيلتكم التفصيل في هذا الأمر وجزاكم الله خيرًا.
قال الشيخ: "الأمر لا يحتاج إلى تفصيل قيام الحجة والعلم بالدليل والمعرفة لا شك أنَّها لابد منها في حق من عاش في الإسلام وشهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمَّدًا رسول الله، ثم وقع في شيء من هذه الأمور الخطيرة التي أشار إليها السائل، لكنه أنا أفرق بين من كانت البدعة منهجًا له أصلاً وبنى كل أموره عليها مثل هذا المنهج الذي أشار إليه السائل، وبين من وقع في شيء من البدع دون أن تكون أصلاً لدعوته وأصلاً لمنهجه، فمن كانت البدعة أصلاً لمنهجه ودعوته فلا شك أنه مبتدع، بل يعتبر بِهذا الوصف من أكبر أنواع المبتدعة، ولولا جهله لحكم عليه بِما فوق البدعة لكن يبدو أنه جاهل، تعلمون كلام السلف في الجهال الذين ما عرفوا الشريعة مثل هذا الرجل، ومثل هؤلاء الكتاب الذين -مساكين- قد يكونوا أرادوا الخير ولكنهم ما وفقوا له وتخبطوا خبط عشواء في الحكم على الناس وفي ذكر بعض الأمور التي لا يحسنون التعامل معها وأقحموا أنفسهم في أمور ليسوا أهلاً للقيام بِها وكان ينبغي أن يكلوها إلى أهل العلم والعلماء بدلاً من أن يقحموا فيها أنفسهم، ويعني.. لا شك أن هذا المنهج سواء منهج هذا الرجل المشار إليه أو من على شاكلته هو منهج بدعي وصاحبه مبتدع، أما قضية قيام الحجة فهذا فيما يتعلق فيما بينه وبين الله وأما عمله فهو بدعة وهو مبتدع لا شك ولا ريب، فيما بينه وبين الله إن كان جاهلاً -ويبدو أنه كذلك- فهذا يلحق بالجهال وأهل الأعذار والذين يوكل أمرهم إلى الله I وإلا هذه الأشياء كثير منها طوام ما ينبغي بل لا يجوز لمسلم. يعنِي: من اعتقدها فهو على خطر، يعني باختصار: هذا المنهج كله بدعة، المشار إليه، سواء قال به هذا الرجل أو غيره، وهذا المنهج وهو قيام الدعوة إلى الله على غير منهج السلف على أساس حزبي أيًّا كان، ولذلك وقعوا في هذه المطبات بسبب هذا المنهج؛ أنَّهم لا يريدون أن يحيدوا عنه ولا شك أن هؤلاء مبتدعة ويحكم عليهم بالابتداع، بقي... ينظر إلى بعض الأتباع الذين لَم يصلوا إلى هذه الدرجة، فهؤلاء الحكم عليهم بالابتداع يرجع إلى نوع البدعة التي صدرت وإلى قيام الحجة أيضًا وإلى المنهج الذي هم عليه، فمن كان منهم وقع فيه بحكم التأثر، وهو لا يعتقد كل هذه الأمور أو يبرأ من هذه الأمور ووقع في الانتماء إلى تلك الجماعات فهذا يعلم ويفقه ولا يتسرع في تبديعه، وأما من استمر على هذا الحال فهو مبتدع ولا شك حتى وإن لَم تقم عليه الحجة فإن ذلك بينه وبين الله I"([75]).

([1]) لقد اعتمدت في نقل هذه الفتاوى وتوثيقها على كتاب: "براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة" جمع أخينا عصام بن عبد الله السناني "قسم السنة/ كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم" -وفقه الله- وجزاه خيرًا على هذا التحري والإجادة في جمع هذه الفتاوى، وقد راجع كتابه المذكور: فضيلة الشيخ صالح بن فوزان -حفظه الله- وكذا قرأه وأثنى عليه فضيلة العلامة العثيمين -رحمه الله- مما يدل على إقرارهما كلام العلماء في انتقاد سيد قطب والذي يوافق كلام الشيخ ربيع بل ويضاهيه في بعض أسلوبه الذي اعتبره هذا الكاتب وغيره سوء أدب.
إلا أنه يؤخذ على الكتاب كثرة التصحيفات المطبعية، وقد أصلحتُها على قدر المستطاع، بالرجوع إلى المصدر الذي نقل عنه، إذا تيسر لي الحصول عليه.
وكل التعليقات المثبتة في حواشي هذه الفتاوى الَّتِي هي من تعليق أخينا/ عصام السناني 
-جزاه الله خيرًا- أضع فِي آخرها بين قَوْسَيْن: (عصام) هكذا.

([2]) الظلال (4/2328)، (6/3408)، ط 12، 1406، دار العلم. (عصام)

([3]) المرجع: "درس لسماحته في منْزله بالرياض سنة 1413هـ) تسجيلات منهاج السنة بالرياض (عصام).

([4]) التصوير الفني (200، 201، 203) ط13 دار الشروق.
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- لما قرئ عليه مثل هذا الكلام: الاستهزاء بالأنبياء ردة مستقلة.
المرجع: درس لسماحته في منْزلة بالرياض سنة 1413هـ تسجيلات منهاج السنة بالرياض (عصام).

([5]) هكذا بالأصل، ولعل الصواب: "إذ أن".

([6]) المرجع: "شرح رياض الصالحين لسماحته بتاريخ يوم الأحد 18/7/1416هـ (عصام).

([7]) وهو للشيخ ربيع -حفظه الله-.

([8]) المرجع: "من ورقة بخط الشيخ الألباني -رحمه الله- كتبها في آخر حياته. وإليك صورة من هذه الورقة بخط الشيخ -رحمه الله-.

([9]) هذه كلمة تعني: "هكذا"، عند الإخوة السوريين والشيخ -رحمه الله- نشأ فيهم (عصام).

([10]) هكذا بالأصل، ولعلها: "يحضر".

([11]) نظام هو صهر الشيخ -رحمه الله-.

([12]) علق الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- عليه فقال: "الحجة قائمة بالكتاب والسنة، فكل من بلغه الكتاب والسنة قامت عليه الحجة لاسيما في أصول الدين، قـال تعـالى عن القرآن: )لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ (.

([13]) هذه المجلة هي الناطقة بلسان جماعة "الإخوان المسلمون" في الكويت (عصام).

([14]) المرجع: شريط للشيخ بعنوان: "مفاهيم يجب أن تصحح" (عصام).
قلت: وقد رجعت إلى هذا الشريط بنفسي، وقمتُ بإصلاح كلمات يسيرة فاتت على أخينا عصام، وكانت شركة شور المصرية للتسجيلات قد أصدرت شريطًا بعنوان "الاعتدال" احتوى على هذا الموضع، وقد جاء فِي آخر الوجه الأول من الشريط الثاني.

([15]) المرجع من شريط اللقاء المفتوح الثاني بين الشيخين العثيمين والمدخلي بجدة، ثم وقَّع عليها الشيخ مُحمَّد بتاريخ 24/2/1421هـ. (عصام)

([16]) الظلال (6/3479، 3480) (عصام).

([17]) الظلال (6/4002، 4003) (عصام).

([18]) الظلال (4/2328)، (6/3408) "ط12، 1406"، دار العلم (عصام).

([19]) المرجع: من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور، ثم وقَّع عليها الشيخ مُحمَّد بتاريخ 24/2/1421هـ (عصام).

([20]) المرجع: مجلة الدعوة عدد 1591، 9 محرم 1418هـ، ثم وقَّع عليها الشيخ مُحمَّد بتاريخ 24/2/1421هـ (عصام).

([21]) الظلال: (3/1669)، وكرر ذلك فِي تفسير سورة البقرة (1/230)، وفي تفسير سورة "المؤمنون" (4/2455)، وفي تفسير سورة "محمد" (6/3258). (عصام).

([22]) هكذا بالأصل، والصواب: "متعمدًا".

([23]) الأولى استخدام لفظ "الشرائع"، لأن كلمة "الديانات" توهم العامة أن هناك تعدد فِي الأديان والعقائد المنَزلة من عند الله كما يلبس به البعض، وهذا التعبير أيضًا مناقض لقوله تعالى: )إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ(. أما التعبير بالشرائع فهو موافق لقوله تعالى: )لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا(.

([24]) أي: بالنساء، وهن الإماء.

([25]) جزى الله -الشيخ الفوزان- خيرًا، على هذا الرد المتين، وبه تدرك فضل العالِم على الجاهل الْمُتَعَالِم.

([26]) وآثار هذا المردود السيئ أضحت واضحة لكل ذي عينين.

([27]) بل هو خيالات أدبية وسياسية؛ وتوهمات صوفية واعتزالية وخارجية.

([28]) من شريط بتاريخ الثلاثاء 4/8/1416 ثُمَّ صححه الشيخ - (عصام).

([29]) هكذا بالأصل، ولعل الصواب: "فهذا".

([30]) المرجع في شريط (مجموع ما قاله ابن باز حول نصيحته العامة؛ لقاء مع فضيلته، مكة المكرمة)، 9/8/1412هـ، ثُمَّ صححه الشيخ (عصام).

([31]) عدنان هذا من هؤلاء المميعين، والمنتصرين لسيد قطب بالباطل.

([32]) زيادة توضيحية بقلم الشيخ صالح -حفظه الله- (عصام).

([33]) زيادة على التسجيل بقلم الشيخ صالح -حفظه الله- (عصام).

([34]) المرجع من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور. من تعليق الشيخ صالح -حفظه الله- بخطه على حاشية هذه البراءة (عصام).

([35]) المرجع: من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي بتاريخ (23/10/1418) (عصام).

([36]) المرجع: من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور (عصام).

([37]) المرجع: ورقة كتبها الشيخ إجابة على سؤال، ووقَّع عليها بتاريخ 9/6/1421هـ (عصام).

([38]) وهذه هي طريقة المعتزلة، وأصحاب الأهواء.

([39]) هكذا بالأصل.

([40]) هكذا بالأصل.

([41]) المرجع: سؤال له بعد درس سنن النسائي في المسجد النبوي بتاريخ 7/11/1414هـ (عصام).

([42]) المرجع: كتاب العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم للشيخ ربيع المدخلي (ص24) وقرأها على الشيخ حماد تثبتًا في ليلة الأحد 3/1/1415هـ (عصام).

([43]) انظر معركة الرأسمالية والإسلام لسيد قطب (61) (عصام).

([44]) قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: "الحجة قائمة على من بلغه القرآن والسنة، وكفر النصارى واضح في القرآن، وأوضح منه كفر الشيوعية، فكيف يخلط بين كفر وإيْمان" (عصام).

([45]) المرجع: كتاب المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال للشيخ (ص221) (عصام).

([46]) المرجع: شريط محاضرة إجابات على أسئلة في منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله في شهر 4/1413هـ (عصام).

([47]) في ظلال القرآن (5/2719) (عصام).

([48]) التصوير الفني (200 ، 201، 203) ط 13. دار الشروق (عصام).

([49]) هكذا بالأصل، والظاهر أن كلمة "ليس" سقطت من هنا.

([50]) الظلال (6/3479، 4002) سورتي الحديد والإخلاص (عصام).

([51]) العدالة الاجتماعية (144، 155، 159، 160، 161، 163، 172) (عصام).

([52]) الظاهر أن فيه سقط هنا فِي هذا الموضع، لعدم ترابط السياق.

([53]) المرجع: شريط أسئلة وأجوبة فِي المسجد النبوي (22/6/1404هـ) (عصام).

([54]) وكانت تتمة السؤال: "نرجو منكم التفصيل فِي شأن هذا الكتاب، ولكم جزيل الأجر؟".

([55]) قام الصابوني باختصار غالب التفاسير السلفية: الطبري، ابن كثير، والقرطبي، فصيَّرها من تفاسير سلفية إلى تفاسير بدعية مشوهة، وقد تتابع العلماء على التحذير من مختصراته بل من كتبه عامة.

([56]) حدث تصحيف مطبعي لهذه الحروف، فِي نسخة أخينا عصام، فجاءت هكذا "مومن"، "نُمومن".

([57]) فِي نسخة أخينا عصام "فهمها" وقد أصلحتها من الشريط.

([58]) سقط هذا القدر من نسخة أخينا عصام، وقد استدركته من الشريط.

([59]) المرجع: شرح كتاب مسائل الجاهلية لشيخ الإسلام مُحمَّد بن عبد الوهاب. الشريط السابع، الوجه الثاني (عصام).

([60]) المرجع: مقدمة كتاب المورد العذب الزلال للشيخ الدويش -رحمه الله- طبع 1408. (عصام)

([61]) هذا من النقول التي تدل على أن سيد قطب كان قد عرف مذهب السلف لكنه ما ارتضاه. 
قال شيخ الإسلام بن تيمية "الفتاوى (4/156)" عن بعض المتكلمين الذين لا يرتضون منهج السلف: "يصرحون بمخالفة السلف في مثل مسألة الإيْمان ومسألة تأويل الآيات والأحاديث…ويذكرون الخلاف بين السلف وبين أصحابِهم المتكلمين، هذا منطوق ألسنتهم ومسطور كتبهم، أفلا عاقل يعتبر؟ ومغرور يزدجر؟ أن السلف ثبت عنهم ذلك حتى بتصريح المخالف ثم يحدث مقالة تخرج عنهم، أليس هذا صريحًا أن السلف: كانوا ضالين عن التوحيد والتنْزيه وعلمه المتأخرون؟! وهذا فاسد بضرورة العلم الصحيح والدين المتين" (عصام).

([62]) المرجع "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال للشيخ ص 68، 76، 285" (عصام).

([63]) ظلال القرآن (4/2328) (عصام).

([64]) المرجع: شريط محاضرة "اجتنبوا السبع الموبقات في 11/2/1413هـ" (عصام).

([65]) حذف الاسم مني تعمدًا (عصام).

([66]) التصوير الفني في القرآن الكريم (ص85-86) وفي ظلال القرآن (3/1762-1763) والتصوير الفني (ص83) وفي الظلال (3/1261) (4/2481) (عصام).

([67]) في ظلال القرآن (4/2122) (عصام).

([68]) المرجع نفسه (3/1816) (عصام).

([69]) المرجع نفسه (2/1005) (عصام).

([70]) المرجع نفسه (6/4008) (عصام).

([71]) معركة الرأسمالية والإسلام (ص44) وانظر السلام العالمي (ص141-159). (عصام)

([72]) نحو مجتمع إسلامي (119-120) والسلام العالمي (174-175). (عصام)

([73]) المرجع: كتاب الإرهاب وآثاره على الأفراد والأمم. للشيخ (ص101-107) (عصام).

([74]) هكذا بالأصل.

([75]) المرجع: شرح الطحاوية بعد الانتهاء من باب الإسراء والمعراج، تسجيلات المسجد النبوي 1413هـ (عصام). 
وإلى هنا تنتهي فتاوى العلماء فِي شأن سيد قطب، وينتهي النقل من كتاب: "براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدع والمزمة"، وكان التعليق السابق هو آخر تعليقات أخينا عصام الَّتِي قمت بنقلها. ( قلت: القائل الشيخ خالد - حفظه الله تعالى -)

من كتاب لفضيلة الشيخ خالد بن محمد المصري - حفظه الله تعالى

المصدر

http://www.abouislam.com/vb/showthread.php?1645-بعض-فتاوى-العلماء-في-سيد-قطب-وكتبه،-قد-اقتبستها-من-كتاب-لفضيلة-الشيخ-خالد-بن-محمد-المصري-حفظه-الله-تعالى