الخميس، 23 فبراير 2017

شرح دعاء سيد الاستغفار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله


شرح دعاء سيد الاستغفار


عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ  أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَوَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. رواه البخاري (6306)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ  قَالَ الطِّيبِيُّ  : لَمَّا كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ جَامِعًا لِمَعَانِي التَّوْبَةِ كُلِّهَا اسْتُعِيرَ لَهُ اسْمُ السَّيِّدِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الرَّئِيسُ الَّذِي يُقْصَدُ فِي الْحَوَائِجِ وَيُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ  

قَوْلُهُ أَنْ يَقُولَ  أَيِ الْعَبْدُ وَثَبَتَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ وَالنَّسَائِيِّ  " إِنَّ سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ " وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ  شَدَّادٍ "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ  عِنْدَ النَّسَائِيِّ تَعَلَّمُوا سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ . 

قَوْلُهُ  لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي كَذَا فِي نُسْخَةٍ مُعْتَمَدَةٍ بِتَكْرِيرِ أَنْتَ وَسَقَطَتِ الثَّانِيَةُ مِنْ مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ وَوَقَعَ عِنْدَ  الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ  " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ "  وَالْبَاقِي نَحْوُ حَدِيثِ شَدَّادٍ وَزَادَ فِيهِ : آمَنْتُ لَكَ مُخْلِصًا لَكَ دِينِي  

قَوْلُهُ وَأَنَا عَبْدُكَ قَالَ  الطِّيبِيُّ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُؤَكَّدَةً وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُقَدَّرَةً أَيْ أَنَا عَابِدٌ لَكَ وَيُؤَيِّدُهُ عَطْفُ  قَوْلِهِ " وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ  " 

قَوْلُهُ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ سَقَطَتِ الْوَاوُ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ  ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ  : يُرِيدُ أَنَا عَلَى مَا عَهِدْتُكَ عَلَيْهِ وَوَاعَدْتُكَ مِنَ الْإِيمَانِ بِكَ وَإِخْلَاصِ الطَّاعَةِ لَكَ مَا اسْتَطَعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَا مُقِيمٌ عَلَى مَا عَهِدْتَ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِكَ وَمُتَمَسِّكٌ بِهِ وَمُنْتَجِزٌ وَعْدَكَ فِي الْمَثُوبَةِ وَالْأَجْرِ وَاشْتِرَاطُ الِاسْتِطَاعَةِ فِي ذَلِكَ مَعْنَاهُ الِاعْتِرَافُ بِالْعَجْزِ وَالْقُصُورِ عَنْ كُنْهِ الْوَاجِبِ مِنْ حَقِّهِ تَعَالَى . 

وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ  : قَوْلُهُ " وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ " يُرِيدُ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ حَيْثُ أَخْرَجَهُمْ أَمْثَالَ الذَّرِّ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ فَأَقَرُّوا لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَبِالْوَعْدِ مَا قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ إنَّ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَأَدَّى مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ 

قُلْتُ [ابن حجر] : وَقَوْلُهُ وَأَدَّى مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ زِيَادَةٌ لَيْسَتْ بِشَرْطٍ فِي هَذَا الْمَقَامِ لِأَنَّهُ جَعَلَ الْمُرَادَ بِالْعَهْدِ الْمِيثَاقَ الْمَأْخُوذَ فِي عَالَمِ الذَّرِّ وَهُوَ التَّوْحِيدُ خَاصَّةً فَالْوَعْدُ هُوَ إِدْخَالُ مَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ

قَالَ [ابن بطال] وَفِي قَوْلِهِ " مَا اسْتَطَعْتُ " إِعْلَامٌ لِأُمَّتِهِ أَنَّ أَحَدًا لَا يَقْدِرُ عَلَى الْإِتْيَانِ بِجَمِيعِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ لِلَّهِ وَلَا الْوَفَاءِ بِكَمَالِ الطَّاعَاتِ وَالشُّكْرِ عَلَى النِّعَمِ فَرَفَقَ اللَّهُ بِعِبَادِهِ فَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا وُسْعَهُمْ

وَقَالَ الطِّيبِيُّ  : يَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِالْعَهْدِ وَالْوَعْدِ مَا فِي الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ كَذَا قَالَ وَالتَّفْرِيقُ بَيْنَ الْعَهْدِ وَالْوَعْدِ أَوْضَحُ 

قَوْلُهُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ سَقَطَ لَفْظُ لَكَ مِنْ رِوَايَةِ  النَّسَائِيِّ وَأَبُوءُ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْهَمْزِ مَمْدُودٌ مَعْنَاهُ أَعْتَرِفُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ  شَدَّادٍ : " وَأَعْتَرِفُ بِذُنُوبِي " وَأَصْلُهُ الْبَوَاءُ وَمَعْنَاهُ اللُّزُومُ وَمِنْهُ بَوَّأَهُ اللَّهُ مَنْزِلًا إِذَا أَسْكَنَهُ فَكَأَنَّهُ أَلْزَمَهُ بِهِ 

قَوْلُهُ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي أَيْ أَعْتَرِفُ أَيْضًا وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَحْمِلُهُ بِرَغْمِي لَا أَسْتَطِيعُ صَرْفَهُ عَنِّي وَقَالَ الطِّيبِيُّ  : اعْتَرَفَ أَوَّلًا بِأَنَّهُ أَنْعَمَ عَلَيْهِ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ لِأَنَّهُ يَشْمَلُ أَنْوَاعَ الْإِنْعَامِ ثُمَّ اعْتَرَفَ بِالتَّقْصِيرِ وَأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ بِأَدَاءِ شُكْرِهَا ثُمَّ بَالَغَ فَعَدَّهُ ذَنْبًا مُبَالَغَةً فِي التَّقْصِيرِ وَهَضْمِ النَّفْسِ قُلْتُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ " أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي " أَعْتَرِفُ بِوُقُوعِ الذَّنْبِ مُطْلَقًا لِيَصِحَّ الِاسْتِغْفَارُ مِنْهُ لَا أَنَّهُ عَدَّ مَا قَصَّرَ فِيهِ مِنْ أَدَاءِ شُكْرِ النِّعَمِ ذَنْبًا  

قَوْلُهُ فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ مَنِ اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ غُفِرَ لَهُ وَقَدْ وَقَعَ صَرِيحًا فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ الطَّوِيلِ وَفِيهِ  الْعَبْدُ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ وَتَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ  .  

قَوْلُهُ مَنْ قَالَهَا مُوقِنًا بِهَا أَيْ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ مُصَدِّقًا بِثَوَابِهَا وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ  يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ وَمِثْلَ قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْوُضُوءِ وَغَيْرِهِ لِأَنَّهُ بُشِّرَ بِالثَّوَابِ ثُمَّ بُشِّرَ بِأَفْضَلَ مِنْهُ فَثَبَتَ الْأَوَّلُ وَمَا زِيدَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ يُبَشِّرُ بِالشَّيْءِ ثُمَّ يُبَشِّرُ بِأَقَلَّ مِنْهُ مَعَ ارْتِفَاعِ الْأَوَّلِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نَاسِخًا وَأَنْ يَكُونَ هَذَا فِيمَنْ قَالَهَا وَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَغْفِرُ لَهُ بِهِ ذُنُوبَهُ أَوْ يَكُونَ مَا فَعَلَهُ مِنَ الْوُضُوءِ وَغَيْرِهِ لَمْ يَنْتَقِلْ مِنْهُ بِوَجْهٍ مَا وَاللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ كَذَا حَكَاهُ ابْنُ التِّينِ عَنْهُ وَبَعْضُهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَأَمُّلٍ 

قَوْلُهُ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ  " فَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ " وَفِي رِوَايَةِ  عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ لَا يَقُولُهَا أَحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ أَوْ حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ 

قَوْلُهُ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ  فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ  " دَخَلَ الْجَنَّةَ " وَفِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " قَالَ ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ :  جَمَعَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ بَدِيعِ الْمَعَانِي وَحُسْنِ الْأَلْفَاظِ مَا يَحِقُّ لَهُ أَنَّهُ يُسَمَّى سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ فَفِيهِ  الْإِقْرَارُ لِلَّهِ وَحْدَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ ،  وَالِاعْتِرَافُ بِأَنَّهُ الْخَالِقُ  ، وَالْإِقْرَارُ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِ  ، وَالرَّجَاءُ بِمَا وَعَدَهُ بِهِ وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنْ شَرِّ مَا جَنَى الْعَبْدُ عَلَى نَفْسِهِ ، وَإِضَافَةُ النَّعْمَاءِ إِلَى مُوجِدِهَا وَإِضَافَةُ الذَّنْبِ إِلَى نَفْسِهِ ، وَرَغْبَتُهُ فِي الْمَغْفِرَةِ ، وَاعْتِرَافُهُ بِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا هُوَ ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ الْإِشَارَةُ إِلَى  الْجَمْعِ بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالْحَقِيقَةِ  فَإِنَّ تَكَالِيفَ الشَّرِيعَةِ لَا تَحْصُلُ إِلَّا إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ عَوْنٌ مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى وَهَذَا الْقَدَرُ الَّذِي يُكَنَّى عَنْهُ بِالْحَقِيقَةِ فَلَوِ اتَّفَقَ أَنَّ الْعَبْدَ خَالَفَ حَتَّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ مَا قُدِّرَ عَلَيْهِ وَقَامَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ بِبَيَانِ الْمُخَالَفَةِ لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَحَدُ أَمْرَيْنِ إِمَّا الْعُقُوبَةُ بِمُقْتَضَى الْعَدْلِ أَوِ الْعَفْوُ بِمُقْتَضَى الْفَضْلِ انْتَهَى مُلَخَّصًا . 

أَيْضًا مِنْ شُرُوطِ الِاسْتِغْفَارِ :  صِحَّةُ النِّيَّةِ وَالتَّوَجُّهُ وَالْأَدَبُ فَلَوْ أَنَّ أَحَدًا حَصَّلَ الشُّرُوطَ وَاسْتَغْفَرَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ الْوَارِدِ وَاسْتَغْفَرَ آخَرُ بِهَذَا اللَّفْظِ الْوَارِدِ لَكِنْ أَخَلَّ بِالشُّرُوطِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ اللَّفْظَ الْمَذْكُورَ إِنَّمَا يَكُونُ سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ إِذَا جَمَعَ الشُّرُوطَ الْمَذْكُورَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ [1] 

قال اللغوي ابن منظور رحمه الله: ( غفر ) الغَفُورُ الغَفّارُ جلّ ثناؤه وهما من أَبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم يقال اللهمَّ اغفر لنا مَغْفرة وغَفْراً وغُفْراناً وإنك أَنت الغَفُور الغَفّار يا أَهل المَغْفِرة وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها والغَفْر الغُفْرانُ  [2] 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: قال شيخ الإسلام : العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله تعالى عنه سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَفجمع في قوله صلى الله عليه وسلم أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِيمشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل.

فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان،ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت وأن لا يرى نفسه إلا مفلساً.[3]


والله أعلم

___________________________________
[1] فتح الباري » كتاب الدعوات » باب أفضل الاستغفار » 6306
[2] لسان العرب » الراء » غفر
[3] الوابل الصيب » السعادة بثلاث : شكر النعمة والصبر على البلاء والتوبة من الذنب.

=========== 

انتهى الشرح
منقول بتمامه لنشر الفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=260051

الأربعاء، 15 فبراير 2017

اثنتي عشرة قصة مما اشتهرت على ألسن الناس وبعض الوعاظ وحكم العلماء عليها

هذه اثنتي عشرة قصة مما اشتهرت على ألسن الناس وبعض الوعاظ وهذا حكم العلماء عليها: انشرها لتعم الفائدة 

١- قصة: توبة الفضيل بن عياض تسلق جدار يريد جارية عشقها فسمع: ألم يأن للذين آمنوا. وأنه كان قاطعا للطريق. رواه ابن عساكر قصة باطلة في سندها وضاع

٢- أبيات: صوت صفير البُلبلِ.. هيج قلبي الثمل.. وهذه القصيدة كذب على الأصمعي.
ذكرها صاحب كتاب إعلام الناس بما وقع للبرامكة لمحمد دياب وهو مجهول!

٣- أبيات ابن المبارك: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا. ذكرها ابن عساكر وهذه القصيدة ضعيفة سندا ومتنا وأعلت بنصيبين قال الذهبي مجهول. وابن أبي سكينة؟

٤- أبيات: طلع البدر علينا.. رواها البيهقي في الدلائل وابن كثير في البداية بسند ضعيف جداً وقد ضعفها ابن تيمية وابن القيم وقال العراقي سنده معضل.

٥- أبيات: تطاول هذا الليل .. وأرقني أن لا خليل ألاعبه. وهو أن عمر خرج ليلاً يعس فسمع امرأة تقول.. رواها البيهقي بسند منقطع وقال: ابن حجر ضعيفه.

٦- أبيات: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول.. 
روى هذه القصيدة الحاكم والبيهقي بسند مسلسل بالمجاهيل وقد ضعفها ابن كثير وقال العراقي: لا يصح منها شيء.

٧-قصة: خولة بنت الأزور في إنقاذ أخيها ضرار من الأسر وركبت جوادها وتلثمت لتخفي وجهها..
لا أصل لها البتة في كتب التراجم والسير منكرة سندا ومتنا.

٨-قصة تولية عمر للشفاءعلى السوق منكر وليس لها في الدنيا سند ثابت ونقل ابن سعدإنكار ولدها للقصة وجزم ابن أبي خيثمة وابن عبدالبرأن من ولي ابنها.

٩- قصة: عمر ووأده ابنته في الجاهلية. خبر باطل لا أصل له، وإنما هي قصة مخترعة مكذوبة. وابنته حفصة من مواليد الجاهلية وقد بقت حتى تزوجها النبي ﷺ.

١٠-قصة: عمر قال : كُنا في الجاهلية، نصنع صنماً من العجوة فنعبده ثم نأكله وكان لي ابنه فأردت وأدها فحفرت لها حفره فدفنتها حية. منكرة لا أصل لها.

١١-قصة: عمر يا سارية الجبل. رواها البيهقي عن يحيى عن بن عجلان عن نافع بسند مضطرب يحيى ضعفه أحمد والنسائي.
 وقد حسنها الحافظ ابن كثير وابن حجر.

١٢-قصة: مبيت الإمام الشافعي في دار الإمام أحمد وقد لاحظت ابنتي ثلاثة أمور.. فالشافعي مات قبل أن يتزوج الإمام أحمد، فهي قصة باطلة ولا تصح البتة.
.
.
.
و ايضا :

 ١- قصة: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والشاب القاتل وأبو ذر الكافل له.. ذكرها الإتليدي في نوادر الخلفاء. بدون إسناد وهي قصة باطلة ولا تصح البتة!

٢-قصة: علقمة الذي لم يستطع نطق الشهادة عند احتضاره لعقوقه بأمه.. رواهها أحمد والعقيلي. 
قصة منكرة تفرد به أبو الورقاء وقد ضعفها أحمد والعقيلي.

٣- قصة: شهادة الضب لنبيناﷺ بالرسالة. رواها الطبراني وقد أنكرها الاسماعلي وقال الذهبي هذا خبر باطل وكذلك قال البيهقي من قبله واستغربها ابن كثير.

٤-قصة: إسلام عمر وضربه لأخته فاطمة وزوجها وسماعه سورة طه. هذه القصة منكرة جداً أخرجها الحاكم والبيهقي ومدارها على القاسم ضعفه البخاري والذهبي.

٥- قصة: ( وامعتصماه ) صاحب عمورية، من ملوك الروم عنده شريفة مأسورة. لا تثبت تاريخياً. وقد ذكرها ابن خلدون في تاريخه وابن العماد في شذرات الذهب.

٦- قصة: تَسْلِيم - الغزالةِ - على النبي ﷺ رواها أبونعيم الأصبهاني وابن كثير في البداية والنهاية. وقال: لا أصل لها ومن نسبه إلى النبي ﷺ فقد كذب.

٧- قصة: أبو دجانة يوم أحد أعلم بعصابة حمراء فنظر إليه النبي ﷺ: انها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموضع. أخرجه الطبراني بسند مجهول لا يعرف.

٨-قصة: الجار اليهودي الذي كان يؤذي النبي ﷺ: ويضع القمامة والشوك أمام باب بيته ﷺ..
هذه القصة باطلة لا أصل لها، وليس لها في الدنيا إسناد ثابت.!

٩- قصة: أحمد مع الخباز رواها ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد والأصل أنها قصة بين أحمد واسحاق قال الذهبي حكاية موضوعة لم يستح ابن الجوزي من ذكرها

١٠-قصة: سعيد بن جبير مع الحجاج قال له أنت شقي بن كسير أمي أعرف باسمي منك قال دعوني أصلي ركعتين.. رواها أبونعيم قال الحافظ الذهبي حكاية منكرة!

١١- قصة: سفانه بنت حاتم: لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه.. خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق. رواها البيهقي وهي قصة باطلة في سندها ضرار.

١٢-قصة: نسج العنكبوت على بابه.. رواه أحمد وهو خبر منكر وقد حسن سند القصة ابن كثير وابن حجر وفيه نظر لجهالة الجَزرِي قال أحمد روى أحاديث مناكير.

١٣- قصة: بروك الناقة عند باب أبي أيوب الأنصاري، دخل النبي ﷺ المدينة.. دعوها فإنها مأمورة.. رواه ابن عدي في سنده ابن فرقد وهو منكر وهي قصة باطلة.

١٤-قصة: الرجل الذي احتلم فأمره بالاغتسال فمات فقال: النبي ﷺ قتلوه قتلهم الله.. شفاء العي . أخرجه أبوداود وقد أعله الدارقطني والبيهقي بالإنقطاع.