الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

الجزء الثاني من طوام جماعة الأخوان وكوارثهم

الأخوان المسلمين جماعة ضالة ، فهذه جلسة استماع لجماعة الإخوان المسلمين بمجلس العموم البريطاني حول الإسلام وفهم الجماعة له ولمصطلح " الإسلام السياسي " وحضرها من مصر:
إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، وسندس عاصم المنسقة الإعلامية بمكتب الرئيس المعزول محمد مرسي ، ومن تونس المستشار السابق للغنوشي رئيس حزب النهضة ؛ وهذه هي نظرتهم للإسلام:

* جماعة الإخوان تعتبر نفسها طريقة صوفية
https://www.youtube.com/watch?v=APyaXbivqKY

* تعبير الخلافة ليس من الدين
https://www.youtube.com/watch?v=SBALtaV22j0

* الشريعة يمكن تغييرها ونحتاج لشريعة جديدة للقرن الواحد وعشرين فشريعة الألف وأربعمائة عام كانت جيدة في زمانهم ولكنها لا تصلح لزماننا
https://www.youtube.com/watch?v=c8S2hA_PJL0

* نؤمن بحريد الإلحاد والشذوذ
https://www.youtube.com/watch?v=IeCBfDtnTRg

* نؤمن بالحرية الجنسية للأفراد
https://www.youtube.com/watch?v=WmAwBigti2c

* هذا غير الكوارث الأخرى ومنها أنهم تبرأوا من وضع الشريعة في الدستور وقالوا أن السلفيين هم من وضعوها ونحن اضطررنا للموافقة واتهامهم للجماعة الإسلامية بأنها  التي انتهجت العنف بعد عزل مرسي.
 
* وهذا جزء كبير من الجلسة مترجم من قناة الجزيرة
https://www.youtube.com/watch?v=Sqtmi61Dnsg

* وهذا رابط الفيديو كامل
https://www.youtube.com/watch?v=YSwrBOVeIyU

أرجو معرفة رأي المتعاطفيين وكذلك رأي المكفراتية أمثال وجدي غنيم ، وأؤكد على أن كلامي في العموم وأزعم أن كثيرين من المنتمين لهذه الجماعة لا ينطبق عليهم هذا الوصف وأطالبهم بالتبرؤ منها فورًا

الأربعاء، 3 أغسطس 2016

حديث في الخوارج مع شرحه

حديث في الخوارج

عن أبي سعيد الخدري، فسألاه عن الحرُورَّية، هل سمعتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكرها؟ قال: لا أدريَ مَنِ الحروريةُ؟ ولكني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يخرج في هذه الأمَّةِ - ولم يقل: منها - قوم، تَحقِرونَ صَلاتَكُم مع صلاتِهِم، يقرؤون القرآن، لا يجاوِزُ حُلُوقَهم - أو حَناجِرَهُم - يمرُقُونَ من الدِّين مُرُوق السَّهْمِ من الرَّمِيةِ، فينظر الرامي إلى سهمِهِ، إلى نَصْله، إلى رِصَافِهِ، فيتمارَى في الفُوَقة: هل عَلِق بها من الدم شيء؟» .
وفي رواية أبي سَلَمةَ والضَّحَّاك الهَمْداني: أن أبا سعيد الخدري قال: «بينما نحن عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَقْسِم قَسْماً، أتاه ذو الخُوَيَصِرة - وهو رجل من بني تَميم - فقال: يا رسولَ الله، اعدِلْ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ويلَكَ، ومن يَعْدِلُ إذا لم أعْدِلْ؟ - زاد في رواية: قد خِبْتُ وَخسِرْتُ إن لم أعْدِلْ - فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي فيه فَأضرِب عنقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعْهُ، فإن له أصْحَاباً يحقِر أحَدُكم صلاتَه مع صلاتِهِم، وصيامه مع صيامهم» زاد في رواية «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقُون من الإسلام. وفي رواية: من الدِّين - كما يمرق السهمُ الرَّمِيةِ، ينظر أحدهم [ص:84] إلى نصلِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نَضِيَّه فلا يوجد فيه شيء - وهو القِدْح - ثم ينظر إلى قُذَذه فلا يوجد فيه شيء، سبقَ الفَرْثَ والدَّم، آيتهُمْ: رجل أسودُ، إحدى عضديه - وفي رواية: إحدى يديه - مثلُ البَضْعة تَدَردَرُ، يخرجون على حين فُرْقةِ من النَّاس» قال أبو سعيد: «فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأشهد أن علي بن طالب قاتلهم وأنا معه، فأمرَ بذلك الرجلِ، فالتُمِسَ فوِجدَ، فأُتِيَ به حتى نَظَرتُ إليه على نَعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي نعتَ» 

شرح الغريب
(قِدْح) القِدْح: السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل، وقبل أن يُبْرَى.
(الرِّصاف) : العَقبُ الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم، واحدها: رَصَفة، بالتحريك.
(التماري) : تفاعل من المرية: الشك، والمراد: الجدال.
(الفُوقة) والفُوق: موضع وقوع الوَتر من السهم.
(النَّضِيُّ) بالضاد المعجمة - بوزن النقيِّ: القِدْحُ أول ما يكون قبل [ص:88] أن يعمل، ونَضِيُّ السهم: ما بين الريش والنصل، ونِضْو السهم: قِدْحه، وهو ما جاوز الريش إلى النصل، وقيل: النضي: نَصْل السهم، والمراد به في الحديث: ما بين الريش والنصل.
(الفَرْثُ) : السِّرجين وما يكون في الكَرِش.
(البَضْعة) : القطعة من اللحم.
(تَدَرْدَرُ) التدردر: التحرُّك والترجرج مارّاً أو جائياً.

للزيادة من موقع أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=300654
=====================

من كتاب ارشاد الساري شرح القسطلاني للبخاري ( ٦ / ٥٧ - ٥٩ )

(حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة (عن الزهري) محمد بن مسلم أنه (قال: أخبرني) بالإفراد (أبو سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف (أن أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بينما) بالميم (نحن مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقسم قسمًا) بفتح القاف مصدر قسمت الشيء فانقسم سمي الشيء المقسوم بالمصدر والواو في وهو للحال، وزاد أفلح بن عبد الله في روايته عنه يوم حنين، وفي رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد في المغازي أن المقسوم كان تبرًا بعثه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من اليمن فقسمه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين أربعة (إذ أتاه ذو الخويصرة) وثبت في الفرع إذ وسقط من اليونينية وعدة أصول والخويصرة بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وسكون التحتية وكسر الصاد المهملة بعدها راء واسمه نافع كما عند أبي داود ورجحه السهيلي، وقيل اسمه حرقوص بن زهير (وهو رجل من بني تميم) وفي باب من ترك قتال الخوارج من كتاب استتابة المرتدين جاء عبد الله بن ذي الخويصرة (فقال: يا رسول الله
اعدل) في القسمة (فقال) عليه الصلاة والسلام:
(ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل) وفي رواية ابن أبي نعيم فقال: يا رسول الله اتق الله. قال: "ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟ " (قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل) لم يضبط في اليونينية تاءي خبت وخسرت هنا وضبطها في غيرها بالضم والفتح على المتكلم والمخاطب والفتح أشهر وأوجه.
قال التوربشتي: هو على ضمير المخاطب لا على ضمير المتكلم وإنما رد الخيبة والخسران إلى المخاطب على تقدير عدم العدل منه لأن الله تعالى بعثه رحمة للعالمين وليقوم بالعدل فيهم فإذا قدر أنه لم يعدل فقد خاب المعترف بأنه مبعوث إليهم وخسر لأن الله لا يحب الخائنين فضلاً أن يرسلهم إلى عباده. وقال الكرماني: أي خبت وخسرت لكونك تابعًا ومقتديًا بمن لا يعدل، ولأبي ذر عن الحموي: إذا لم أكن أعدل.
(فقال عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب) نصب بفاء الجواب ولأبي ذر أضرب (عنقه) بإسقاط الفاء وبالجزم جواب الشرط (فقال: دعه) لا تضرب عنقه.
فإن قلت: كيف منع من قتله مع أنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم؟ أجاب في شرح السنّة: بأنه إنما أباح قتلهم إذا كثروا وامتنعوا بالسلاح واستعرضوا للناس، ولم تكن هذه المعاني موجودة حين منع من قتلهم، وأول ما نجم ذلك في زمان علي -رضي الله عنه- فقاتلهم حتى قتل كثيرًا منهم. انتهى.
ولمسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- فقال عمر -رضي الله عنه-: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق. فقال: "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي". وقال الإسماعيلي: إنما ترك -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قتل المذكور لأنه لم يكن أظهر ما يستدل به على ما وراءه فلو قتل من ظاهره الصلاح عند الناس قبل استحكام أمر الإسلام ورسوخه في القلوب نفرهم عن الدخول في الإسلام، وأما بعده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا يجوز ترك قتالهم إذا أظهروا رأيهم وخرجوا من الجماعة وخالفوا الأئمة مع القدرة على قتالهم.
وفي المغازي من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد في هذا الحديث فسأله رجل أظنه خالد بن الوليد قتله، ولمسلم فقال خالد بن الوليد بالجزم وجمع بينهما بأن كلاًّ منهما سأل ذلك، ويؤيده ما في مسلم فقام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله أنا أضرب عنقه. قال: "لا". ثم أدبر، فقام إليه خالد بن الوليد سيف الله فقال: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا". قال في فتح الباري: فهذا نص في أن كلاًّ منهما سأل.
وقد استشكل سؤال خالد في ذلك لأن بعث علي إلى اليمن كان عقب بعث خالد بن الوليد إليها، والذهب المقسوم كان أرسله علي من اليمن كما في حديث أبي نعيم عن أبي سعيد.
ويجاب: بأن عليًّا لما وصل إلى اليمن رجع خالد منها إلى المدينة فأرسل علي بالذهب فحضر خالد قسمته، ولأبي الوقت فقال له: دعه أي فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعمر: اتركه.
(فإن له أصحابًا يحقر أحدكم) بكسر القاف يستقل (صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم). وعند الطبري من رواية عاصم بن شميخ عن أبي سعيد: تحقرون أعمالكم مع أعمالهم. ووصف عاصم أصحاب نجدة الحروري بأنهم يصومون النهار ويقومون الليل. وفي حديث ابن عباس عند الطبراني في قصة مناظرته للخوارج قال: فأتيتهم فدخلت على قوم لم أر أشد اجتهادًا منهم، والفاء في قوله فإن له أصحابًا ليست للتعليل بل لتعقيب الأخبار أي قال: دعه ثم عقب مقالته بقصتهم (يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم) بالمثناة الفوقية والقاف جمع ترقوة بفتح المثناة الفوقية وسكون الراء وضم القاف بوزن فعلوة. قال في القاموس: ولا تضم تاؤه العظم ما بين ثغرة النحر والعاتق يريد أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها لعلمه باعتقادهم أو أنهم لا يعملون بها فلا يثابون عليها أو ليس لهم فيه حظ إلاّ مروره على لسانهم فلا يصل إلى حلوقهم فضلاً عن أن يصل إلى قلوبهم لأن المطلوب تعقله وتدبره لوقوعه في القلب (يمرقون) يخرجون سريعًا (من الدين) أي دين الإسلام من غير حظ ينالهم منه وفيه حجة لمن يكفر الخوارج، وإن كان المراد بالدين الطاعة للإمام فلا حجة فيه وإليه ذهب الخطابي، وصرح القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي بكفرهم محتجًا بقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يمرقون من الإسلام (كما يمرق السهم من الرمية) بفتح الراء وكسر الميم وتشديد التحتية فعيلة بمعنى مفعولة وير الصيد المرمي، والمروق سرعة نفوذ السهم من الرمية حتى يخرج من الطرف الآخر، ومنه مرق البرق لخروجه بسرعة فشبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد فيدخل فيه ويخرج منه ولشدة سرعة خروجه لقوة ساعد الرامي لا يعلق بالسهم من جسد الصيد شيء. (ينظر) بضم أوله وفتح ثالثه مبنيًا للمفعول (إلى نصله) وهي حديدة السهم (فلا يوجد فيه) في النصل (شيء) من دم الصيد ولا غيره (ثم ينظر إلى رصافه) بكسر الراء وبالصاد المهملة وبعد الألف فاء.
قال في القاموس: الرصفة محركة واحدة الرصاف للعقب أي بفتح القاف وهو العضب يعمل منه الأوتار يلوي فوق الرعظ بضم الراء وسكون العين المهملة بعدها ظاء معجمة مدخل سنخ النصل بالنون والخاء المعجمة أي أصله كالرصافة والرصوفة بضمهما والمصدر الرصف مسكنة بالفتح رصف 
السهم شدّ على رعظه عقبة.
(فما) ولأبي ذر عن المستملي: فلا (يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه) بنون مفتوحة فضاد معجمة مكسورة فتحتية مشددة (وهو قدحه) بكسر القاف وسكون الدال وبالحاء المهملة. قال البيضاوي: وهو تفسير من الراوي أي عود السهم قبل أن يراش وينصل أو هو ما بين الريش والنصل، وسمي بذلك لأنه بري حتى عاد نضوًا أي هزيلاً (فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه)
بضم القاف وفتح الذال المعجمة الأولى جمع قذة الريش الذي على السهم (فلا يوجد فيه شيء قد سبق) السهم (الفرث) بالمثلثة ما يجتمع في الكرش (والدم) فلم يظهر أثرهما فيه بل خرجا بعده وكذلك هؤلاء لم يتعلقوا بشيء من الإسلام (آيتهم) أي علامتهم (رجل أسود) اسمه نافع فيما أخرجه ابن أبي شيبة. وقال هشام: ذو الخويصرة (إحدى عضديه) وهو ما بين المرفق إلى الكتف (مثل ثدي المرأة) بفتح المثلثة وسكون الدال المهملة (أو) قال: (مثل البضعة) بفتح الموحدة وسكون المعجمة القطعة من اللحم (تدردر) بفتح الفوقية والدالين المهملتين بينهما راء ساكنة وآخره راء أخرى وأصله تتدردر حذفت إحدى التاءين تخفيفًا أي تتحرك وتذهب وتجيء وأصله حكاية صوت الماء في بطن الوادي إذا تدافع (ويخرجون على حين فرقة) بالحاء المهملة المكسورة آخره نون وفرقة بضم الفاء أي زمان افتراق، ولأبي ذر عن الكشميهني: على خير فرقة بخاء معجمة مفتوحة وآخره راء وكسر فاء فرقة أي على أفضل طائفة (من الناس) علي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم. وفي رواية عبد الرزاق عند أحمد وغيره حين فترة من الناس بفتح الفاء وسكون الفوقية.
قال في الفتح: ورواية فرقة بكسر الفاء هي المعتمدة وهي التي عند مسلم وغيره ويؤيدها ما عند مسلم أيضًا من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق.
(قال أبو سعيد) الخدري -رضي الله عنه- بالسند السابق إليه (فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأشهد أن علي بن أبي طالب) -رضي الله عنه- (قاتلهم وأنا معه) بالنهروان. وفي باب قتل الخوارج: وأشهد أن عليًّا قتلهم ونسبة قتلهم لعلي لأنه كان القائم بذلك (فأمر بذلك الرجل) الذي قال فيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إحدى عضديه مثل ثدي المرأة (فالتمس) بضم الفوقية وكسر ما بعدها مبنيًّا للمفعول أي طلب في القتلى (فأتي به). ولمسلم من رواية عبيد الله بن أبي رافع فلما قتلهم علي قال: انظروا فلم ينظروا شيئًا فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثًا ثم وجدوه في خربة (حتى نظرت إليه على نعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الذي نعته).
وهذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في الأدب وفي استتابة المرتدين وفضائل القرآن، والنسائي في فضائل القرآن والتفسير، وابن ماجه في السنّة.

الاثنين، 1 أغسطس 2016

حسن الخلق

《 حسن الخلق 》

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 

من علامة الإخلاص لله عزوجل  والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق وكمال الأدب وطيب المعشر 
وحسن الخلق إما يكون جبلة كما قال رسول صلى الله عليه وسلم  لأشج ابن عبدالقيس رضي الله عنه -: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" رواه مسلم  

وفي رواية أبي داود: قال: يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: "بل الله جبلك عليهما" قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله.

وإما يكون مكتسبا فالحلم يأتي بالتحلم كما يأتي العلم بالتعلم فالخلق المكتسب يكتسبه سيئ الخلق فيصير حسن الخلق ويتعلم ويحلم حتى يصير إماما في حسن الخلق ..

قال تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) 

 وأقرب الناس من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا يوم القيامة أحسن الناس أخلاقا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا . رواه الترمذي .

من الناس من أوتي علما ولم يؤتى حلما ولا خلقا فلا يقبل ماعنده من العلم لسوء خلقه ..

 
 
وهذا شئ من شمائله صلى الله عليه وسلم في الأخلاق ..

[أَخلاقُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشمائِلُهُ]

فصلٌ في أخلاقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1]

كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ الناسِ. 
قالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: كُنَّا إذا احْمَرَّ البأسُ، ولَقِيَ القومُ القومَ اتَّقَيْنَا برسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2]. 
وكانَ أَسْخَى الناسِ، ما سُئِلَ شَيْئًا قطُّ فقالَ: لا [3]. 
وكانَ أَحْلَمَ الناسِ. 
وكانَ أَشَدَّ حَياءً من العَذْرَاءِ في خِدْرِها [4]، لا يُثْبِتُ بَصَرَهُ في وَجْهِ أَحَدٍ. 
وكانَ لا يَنتقِمُ لنفسِهِ، ولا يَغضبُ لها، إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرُماتُ اللَّهِ، فيكونُ للَّهِ يَنتقِمُ. وإذا غَضِبَ للَّهِ لمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ أَحَدٌ. 
والقريبُ والبعيدُ والْقَوِيُّ والضعيفُ عندَهُ في الحقِّ واحدٌ. 
وما عابَ طعامًا قطُّ، إن اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وإنْ لمْ يَشْتَهِهُ تَرَكَهُ [5]. 
وكانَ لا يَأْكُلُ مُتَّكِئًا. 
ولا يَأْكُلُ على خِوَانٍ [6]. 
ولا يَمْتَنِعُ منْ مُباحٍ، إنْ وَجَدَ تَمْرًا أَكَلَهُ، وإنْ وَجَدَ خُبْزًا أَكَلَهُ، وإنْ وَجَدَ شِوَاءً أَكَلَهُ، وإنْ وَجَدَ خُبْزَ بُرٍّ أوْ شَعْيرًا أَكَلَهُ، وإنْ وَجَدَ لَبَنًا اكْتَفَى بهِ. 
أَكَلَ البِطِّيخَ بالرُّطَبِ [7]. 
وكانَ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ والعسلَ [8]. 
قالَ أبو هُريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدُّنيا ولمْ يَشْبَعْ منْ خُبزِ الشعيرِ [9]. 
وكانَ يَأْتِي على آلِ مُحَمَّدٍ الشهرُ والشهرانِ لا يُوقَدُ في بيتٍ منْ بُيُوتِهِ نارٌ، وكانَ قُوتُهم التَّمْرَ والماءَ [10]. 
يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، ولا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، ويُكَافِئُ على الْهَدِيَّةِ [11]. 
لا يَتَأَنَّقُ [12] في مَأْكَلٍ ولا مَلْبَسٍ. 
يَأْكُلُ ما وَجَدَ، ويَلْبَسُ ما وَجَدَ. 
وكانَ يَخْصِفُ النَّعْلَ، ويَرْقَعُ الثوبَ، ويَخْدِمُ في مِهْنَةِ أَهْلِهِ [13]، ويَعودُ الْمَرْضَى. 
وكانَ أشدَّ الناسِ تَوَاضُعًا، يُجِيبُ مَنْ دَعاهُ مِنْ غَنِيٍّ أوْ فَقيرٍ أوْ دَنِيءٍ أوْ شَريفٍ. 
وكانَ يُحِبُّ الْمَساكينَ، ويَشْهَدُ جَنائزَهم، ويَعودُ مَرضاهُم، لا يَحْقِرُ فَقِيرًا، ولا يَهابُ مَلِكًا لِمُلْكِهِ. 
وكانَ يَرْكَبُ الفَرَسَ، والبعيرَ، والْحِمارَ، والْبَغْلَةَ، ويُرْدِفُ خلفَهُ عبدَهُ أوْ غيرَهُ، لا يَدَعُ أحدًا يَمْشِي خَلْفَهُ، ويقولُ: ((خَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلَائِكَةِ)) [14]. 

وهذه أقوال ومواقف السلف في حسن الخلق :


عن سفيان الثوري قال: كان يقال: حسن الأدب يطفئ غضب الرب.حلية الأولياء(7/ 79)


عن الفضيل بن عياض قال: كان يقال: من أخلاق الأنبياء، والأصفياء الأخيار، الطاهرة قلوبهم: خلائق ثلاثة: الحلم، والأناة، وحظ من قيام الليل.حلية الأولياء(8/ 95)


عن بشر بن المفضل قال: جلست إلى محمد بن المنكدر، فلما أراد أن يقوم، قال: أتأذن.حلية الأولياء(3/ 153)


عن ابن حميد قال: عطس رجل عند ابن المبارك، فلم يحمد الله؛ فقال ابن المبارك: إيش يقول العاطس إذا عطس؟ قال: يقول: الحمد لله، فقال: يرحمك الله.حلية الأولياء(8/ 170)


عن عبد الرحمن بن مهدي قال: ليتق الرجل دناءة الأخلاق، كما يتقي الحرام.حلية الأولياء(6/ 240)


عن مكحول قال: المؤمنون هينون لينون، مثل الجمل الأنف؛ إن قدته انقاد، وإن انخته على صخرة استناخ.حلية الأولياء(5/ 180)


عن عون بن عبد الله قال: المؤمن موالف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.حلية الأولياء(4/ 254)

عن عكرمة قال: لكل شيء أساس، وأساس الإسلام: الخلق الحسن.حلية الأولياء(3/ 340)


عن محمد بن الحنفية قال: ليس بحكيم، من لم يعاشر بالمعروف، من لا يجد بداً من معاشرته؛ حتى يجعل الله له فرجاً ومخرجاً.حلية الأولياء(3/ 175)


عن حماد بن زيد قال: من أيوب - السختياني -، ما رأيت رجلاً قط أشد تبسماً في وجوه الرجال.حلية الأولياء(3/ 8)


عن ابن سيرين قال: كانوا يرون حسن الخلق عوناً على الدين.حلية الأولياء(2/ 174)

عن معاذ بن سعد الأعور قال: كنت جالساً عند عطاء بن أبي رباح، فحدث بحديث، فعرض رجل من القوم في حديثه، فغضب، وقال: ما هذه الأخلاق، وما هذه الطبائع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل، وأنا أعلم منه به، فأريه أني لا أحسن شيئاً منه.حلية الأولياء(3/ 311)


عن سفيان ابن عيينة قال: قال لقمان: خير الناس: الحيي، الغني؛ قيل: الغنى في المال؟ قال: لا، ولكن: الذي إذا احتيج إليه نفع، وإذا استغنى عنه نفع؛ قيل: فمن شر الناس؟ قال: من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً.حلية الأولياء(7/ 307)


عن عاصم قال: ما رأيت أبا وائل - شقيق بن سلمة - ملتفتا في صلاة ولا في غيرها، ولا سمعته يسب دابة قط؛ إلا أنه ذكر الحجاج يوماً، فقال: اللهم أطعم الحجاج من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع؛ ثم تداركها، فقال: إن كان ذاك أحب إليك؛ فقلت: وتستثنى في الحجاج؟ فقال: نعدها ذنباً.حلية الأولياء(4/ 102)


عن أبي سليمان الداراني قال: لربما حدثني الرجل بالحديث، وأنا أعلم به منه، فأنصت له كأني ما سمعته؛ ولربما مشيت إلى الرجل، وهو أولى بالمشي مني إليه؛ ولقد كنت أنظر إلى الأخ من إخواني، فما يفارق كفي كفه؛ أجد طعم ذلك في قلبي.حلية الأولياء(9/ 269 - 270)


عن محمد بن علي بن الحسين قال: من أعطي الخلق والرفق: فقد أعطي الخير كله، والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته؛ ومن حرم الرفق والخلق: كان ذلك له سبيلاً إلى كل شر وبلية؛ إلا من عصمه الله تعالى.حلية الأولياء(3/ 186 - 187)


عن ذي النون قال: ثلاثة من حسن الخلق: قلة الخلاف على المعاشرين، وتحسين ما يرد عليه من أخلاقهم، وإلزام النفس اللائمة فيما يختلفون فيه، كفاً عن معرفة عيوبهم.حلية الأولياء(9/ 362)


عن مجاهد قال: كنت أصحب ابن عمر رضي الله عنهما في السفر؛ فإذا أردت أن أركب، يأتيني فيمسك ركابي؛ وإذا ركبت سوى ثيابي. قال مجاهد: فجاءني مرة، فكأني كرهت ذلك؛ فقال: يا مجاهد، إنك ضيق الخلق.حلية الأولياء(3/ 285)
________________
[1] راجِعْ (صحيحَ البخاريِّ) كتابَ الْمَناقِبِ، بابَ صِفةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومَعَهُ (الفتحَ) (6/563-579)، و(صحيحَ مسلمٍ) (4/1802 - 1836)، و(جامِعَ الأصولِ) (11 / 247 - 259)، و(السيرةَ النبويَّةَ)، تأليفُ الدكتورِ مَهْدِي رزق اللَّهِ ص (713- 736). 
وقدْ كَتَبْتُ في هذا الموضوعِ الْمُهِمِّ رسالةً عنوانُها: (نَفْحُ العَبيرِ منْ شَمائلِ البَشيرِ النذيرِ).

[2] رواهُ الشيخُ في (أخلاقِ النبيِّ) ص (58). 
ولهُ شاهِدٌ عندَ مسلمٍ (1776) منْ قولِ البَرَاءِ: كُنَّا واللَّهِ إذا احْمَرَّ البَأْسُ نَتَّقِي بهِ، وإنَّ الشُّجَاعَ منَّا لَلَّذِي يُحاذِي بهِ، يعني النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 
ورَوى نحوَهُ أحمدُ في (المُسْنَدِ)، وصَحَّحَهُ العَلَّامَةُ أحمد شاكر رَحِمَهُ اللَّهُ، (564) والساعاتيُّ (21/36)، وانظُر (السيرةَ) للذهبيِّ ص (462) منْ (تاريخِ الإسلامِ). 

[3] يُنظَرُ: (صحيحُ البخاريِّ) (6033)، و(صحيحُ مسلمٍ) (2311) و(2312). 

[4] رواهُ البخاريُّ (3562) ومسلمٌ (2320). 

[5] رواهُ البخاريُّ (5409) ومسلمٌ (2064). 
وهذا كما قالَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: إذا كانَ الطعامُ مُباحًا، أمَّا إذا كانَ حَرامًا فكانَ يَعيبُهُ ويَذُمُّهُ ويَنْهَى عنهُ. 

[6] الْخِوَانُ: بكسْرِ الخاءِ وتُضَمُّ، وهوَ شيءٌ مُرْتَفِعٌ يُهَيَّأُ لِيُؤْكَلَ الطعامُ عليهِ. (مختصَرُ الشمائلِ) (165). 

[7] رواهُ الترمذيُّ (1844)، ورواهُ أبو داودَ في (سُنَنِهِ) (3836). 
المرادُ هنا الذي قِشْرَتُهُ صَفراءُ، لا الذي قِشرتُهُ خَضراءُ، والبِطِّيخُ الأصفرُ هوَ الذي يُسَمِّيهِ الناسُ: الخِرْبِزَ، كما نَبَّهَ لهذا الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في (فتحِ البارِي) عندَ شَرْحِهِ الحديثَ رقمَ (5449) (9/573). 
وانْظُرْ: (زادَ الْمَعادِ) (4/274) للعَلَّامَةِ ابنِ القَيِّمِ. 

[8] رواهُ البخاريُّ (5268)، ومسلمٌ (1474) في حديثٍ طويلٍ، والترمذيُّ (1832) وهذا لَفْظُهُ. 

[9] رواهُ البخاريُّ (5414) ومسلمٌ (2976)، واللفظُ للبخاريِّ. 

[10] رواهُ البخاريُّ (6458) (6459)، ومسلمٌ (2972) بنحوِهِ، منْ كلامِ عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها. 

[11] يُنْظَرُ: (صحيحُ البخاريِّ) (2585)، و(سُننُ أبي دَاوُدَ) (3536)، و(جامِعُ الترمذيِّ) (1954)، و(سُنَنُ الترمذيِّ) (6/279). 

[12] أيْ: لا يَطْلُبُ العجيبَ أو الكاملَ الحسَنَ من الطعامِ والْمَلْبَسِ. (وراجِع القاموسَ. مادَّةَ: أنق). 

[13] انظُرْ (صحيحَ البخاريِّ) (676)، (والمسنَدَ) (6/121، 167) و(الأدَبَ الْمُفْرَدَ) (540) و(المصَنَّفَ) (20492). 

[14] رواهُ أحمدُ في (المسنَدِ) (3/ 398)، وابنُ مَاجَهْ (246) وقالَ البُوصيريُّ (19): سَنَدُهُ صحيحٌ، والحاكمُ (4/281) وابنُ حِبَّانَ (2099- موارد)، واللفظُ لأحمدَ. وصَحَّحَهُ الشيخُ الألبانيُّ (الصحيحةَ) (1557).