الأحد، 8 أبريل 2018

تخريج زيادة: " عدة شعبان " في حديث أبي هريرة " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوالِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ".

تخريج زيادة: " عدة شعبان " في حديث أبي هريرة " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوالِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ".

                                بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث مروي عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهما بألفاظ متقاربه:
  • فعنْ ابنِ عُمُر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتموهُ فصُوموا وإذا رأَيتموهُ فأَفِطروا، فإن غُمَّ عليكمْ فاقْدرُوا لـه" متّفقٌ عليه.
  •  ولمسلمٌ: "فإن أُغْمِيَ عليكم فاقُدُرُوا لـه ثلاثين"
  •  وللبخاري " فأَكْملوا العِدة ثلاثين".
  •  وللبخاري في حديث أَبي هُريرةَ - رضي الله عنه -: "فأَكْمِلُوا عِدّةَ شعْبان ثلاثين".

   وقد تكلم العلماء على الزيادة التي رواها البخاري في حديث أبي هريرة وهي قوله: "عِدّةَ شعْبان " وأطالوا الكلام فيها...

ولفظ الحديث عند البخاري في صحيحه: قَالَ حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ»



وقد تكلم العلماء على زيادة:" فأَكْمِلُوا عِدّةَ شعْبان ثلاثين". حيث تفرد بها البخاري عن شيخه آدم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة به ...
 وقد وقفت على تخريج طيب في منتدى أهل الحديث فنقلته كاملاً



========= 


قال:  ابو عبدالله وليد الخولي 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أثناء دراستي لأحاديث الصيام وجدتُ حديثًا رواه البخاري فقال:
حدثنا آدم، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا ".
وقد دفعني فضولي لتتبع طرق الحديث، فوجدت ظاهر روايات أبي هريرة كلها من طريق ابن زياد عن أبي هريرة عند أحمد وغيره ليس فيها التقييد بشعبان وجاءت بلفظ " فعدوا ثلاثين " ! رواه هكذا معاذ بن معاذ وابن علية وغندر وحجاج بن محمد وهاشم بن القاسم، عن شعبة. ورواه يحيى بن سعيد القطان عن شعبة بلفظ " فأكملوا العدة ثلاثين "، ورواه ورقاء عن شعبة بلفظ " فاقدروا له ". وتابع شعبةَ عن محمد بن زياد في هذا اللفظ حمادُ بن سلمة؛ فقد رواه عفان عنه بلفظ " فعدوا ثلاثين " ، وكذلك الربيع بن مسلم بلفظ " فأكملوا العدد " وتابع محمدَ بن زياد على هذا اللفظ الأعرجُ فقد رواه عنه محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عنه بلفظ " فعدوا ثلاثين ". 
ثم دفعني الفضول أكثر فوجدت أن تقييد العدة في هذا الحديث لرمضان وليس لشعبان فظاهر الروايات يدل على كون التقييد لرمضان لا لشعبان. فقد رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة – أو أحدهما – عن أبي هريرة بلفظ " فصوموا ثلاثين يومًا " . ورواه معمر مرةً عن أبي سلمة بدون شك، لكنها من رواية البصريين عنه؛ فقد رواها عنه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري، غير أنه متابعٌ فيها؛ فقد رواه عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بلفظ " فعدوا ثلاثين ثم أفطروا ". ورواه عن محمد بن عمرو: يحيى بن سعيد القطان بلفظ " فأتموا ثلاثين يومًا ثم أفطروا ". ورواه إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن ابن المسيب – بدون شكٍ – بلفظ " فصوموا ثلاثين يومًا ".

أرجو الإفادة من مشايخي وجزاهم الله خيرًا، فإن الحافظ ابن حجر لم يتكلم كثيرًا على هذه النقطة، فإن كنت مخطئًا فليردني للصواب من رزقه الله بصيرةً وعلمًا.
وأرجو التقييد في الحديث بهذا الإسناد فإنه محل البحث لا غيره.
فائدة: 
في حديث ابن عباس " فكملوا العدة – عدة شعبان – ثلاثين ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً " .
هكذا ورد الحديث عند النسائي من طريق ابن أبي عدي، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك عن عكرمة... به، والظاهر أن لفظة " عدة شعبان" مدرجة، فهي من كلام حاتم بن أبي صغيرة راوي الحديث عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس. كذا عند أحمد في المسند. فبعد ما روى أحمدُ الحديث من طريق إسماعيل بن علية، عن حاتم بدون اللفظة، قال حاتم: يعني عدة شعبان. والله أعلم

===== 

فأجاب عليه الأخ أبو حازم الكاتب فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أخي الكريم وليد الخولي وفقني الله وإياك وبعد :
هذا الحديث رواه عن أبي هريرة  :
1 - عطاء بن ابي رباح عند أحمد في مسنده .
2 - الأعرج عند مسلم .
3 - أبو سلمة عند أحمد والترمذي وابن حبان والدارقطني وغيرهم .
4 - سعيد بن المسيب عند مسلم .
5 - محمد بن المنكدر عند الدارقطني في سننه .
6 - محمد بن زياد ورواه عنه :
أ - الربيع بن مسلم عند البخاري ومسلم .
ب - حماد بن سلمة عند أحمد والطيالسي في مسنديهما .
ج - شعبة ورواه عن شعبة :
1 - محمد بن جعفر غندر عند أحمد في مسنده .
2 - إسماعيل بن علية عند النسائي في سننه .
3 - عيسى بن يونس عند ابن الجارود في المنتقى .
4 - معاذ بن معاذ عند البخاري ومسلم .
5 - حجاج بن محمد عند أحمد في مسنده .
6 - هاشم بن القاسم عند الدارمي في سننه .
7 - ورقاء بن عمر اليشكري عند النسائي في الكبرى وابن حبان والطبراني في الأوسط والصغير .
8 - يحيى بن سعيد القطان عند احمد في مسنده .
9 - عاصم بن علي عند الخطيب في تاريخه .
10 - الحارث بن النعمان عند الخطيب في تاريخه .
11 - علي بن الجعد في مسنده .
12 - أبو داود الطيالسي في مسنده .
13 - آدم بن أبي إياس .

وكل هؤلاء الرواة لم يذكر أحد منهم " عدة شعبان " إلا آدم عند البخاري ولعله تفسير منه للحديث ويؤيد هذا أنه قد رواه عن آدم غير البخاري :
1 - إبراهيم بن الحسين عند البيهقي في السنن الكبرى .
2 - علي بن داود عند الدارقطني في السنن .
وقالا فيه عن آدم : " يعني عدة شعبان " وهو من كلام آدم تفسيراً للحديث .

أما بقية الرواة فبعضهم رواه بلفظ " أكملوا العدة " أو " أكملوا ثلاثين " أو " عدوا ثلاثين " بدون تقييد الشهر وهي رواية :
1 - محمد بن جعفر غندر ويحيى القطان وحجاج بن محمد وهاشم بن القاسم وإسماعيل بن علية خمستهم عن شعبة به .
2 - ووافقهم على هذا حماد بن سلمة والربيع بن مسلم عن محمد بن زياد به .
3 - وعطاء والأعرج ومحمد بن المنكدر عن أبي هريرة  به .
وهو يوافق حديث ابن عمر رضي الله عنهما في رواية عند مسلم " فاقدروا له ثلاثين " من طريق أبي أسامة قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما وهي خلاف رواية الأكثر في حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
ومن يرى أن شعبان يدخل في هذا يحتج إما برواية آدم السابقة عند البخاري أو يقول ( العدة ) يشمل كل الشهور فيدخل فيه شعبان ، بالإضافة إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما وحديث ربعي عن حذيفة  وسيأتي ذكرهما إن شاء الله .

ورواه بعضهم بتحديد شهر رمضان :
- " فصوموا ثلاثين يوما " وهي رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة  عند مسلم .
- " فعدوا ثلاثين ثم أفطروا " عند أحمد والترمذي من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة  .

وأما روية " فاقدروا له " وهي رواية ورقاء عن شعبة به وجاءت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين فاختلف في تفسيرها :
فقيل : اقدروا له أي ضيقوا ومنه قوله تعالى :  ومن قدر عليه رزقه  أي ضيق ؛ فيكون شعبان تسعا وعشرين يوما .
وقيل : اقدروا له أي احكموا بطلوعه من جهة الظاهر ومنه قوله تعالى :  قدرناها من الغابرين  أي حكمنا بذلك .
وقيل : انظروا في أول الشهر واحسبوا تمام الثلاثين ويرجح هذا التأويل الروايات الأخرى المصرحة بالمراد وهي قوله : " فأكملوا العدة ثلاثين " وقد وردت في حديث أبي هريرة وجابر وابن عمر فيكون شعبان ثلاثين يوماً وهو الأظهر لعموم حديث أكملوا العدة ولورود النهي عن صوم يوم الشك في حديث عمار  .

ويؤيده أيضاً :
1 - ما رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن حذيفة  قال : قال رسول الله  : " لاتقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة " وصححه ابن خزيمة وابن حبان وابن القيم وابن عبد الهادي في التنقيح وابن حجر في الفتح ، ورجح أحمد عدم تسمية الصحابي وهي رواية سفيان الثوري وغيره عن منصور عن ربعي عن رجل من الصحابة غير مسمى ، وهذا لايقدح في صحة الحديث لكونه صحابيا كما قال ابن القيم وابن حجر ، وظن ذلك ابن الجوزي تضعيفا من أحمد للحديث وقد تعقبه ابن عبد الهادي وغيره .

2 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله  يتحفظ من هلال شعبان مالا يتحفظ من غيره ثم يصوم رمضان لرؤيته فإن غم عليه عد ثلاثين يوما " أخرجه أحمد وأبو داود والدارقطني والبيهقي وصححه الدارقطني وابن حجر في الفتح .

3 - عن عمار بن ياسر  قال : " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم  .
ذكره البخاري معلقاً في صحيحه و جزم بصحته ووصله رواه أحمد وأهل السنن وابن خزيمة وابن حبان كلهم من طريق عمرو بن قيس الملائي عن أبي إسحاق السبيعي عن صلة بن زفر قال كنا عند عمار بن ياسر فأُتي بشاة مصلية فقال : " كلوا فتنحى بعض القوم فقال : إني صائم فقال عمار  من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم  . 
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وصححه الدارقطني وابن خزيمة وابن حبان والحاكم .

4 - ما رواه حازم بن إبراهيم عن سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : تمارى الناس في هلال رمضان فقال بعضهم اليوم وقال بعضهم غدا فجاء أعرابي إلى النبي  وزعم أنه قد رآه فقال النبي  أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال نعم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فنادى الناس صوموا ثم قال صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ثم أفطروا ولا تصوموا قبله يوما " رواه الدارقطني بهذا اللفظ ، والحديث أصله عند أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي والدارمي وغيرهم وقد اختلف في وصله وإرساله :
- فروي عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس موصولا وقد رواه عنه كذلك :
1 - حازم بن إبراهيم عند الدارقطني .
2 - والوليد بن أبي ثور عند أبي داود والترمذي والدارقطني والبيهقي في السنن الكبرى .
3 - الثوري في رواية الفضل بن موسى عنه عند الحاكم في المستدرك والدارقطني والبيهقي في السنن الكبرى والنسائي في السنن الكبرى ، وفي رواية أبي عاصم عنه عند الحاكم في المستدرك .
4 - زائدة عند أبي داود وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم والبيهقي في السنن الكبرى والدارقطني في سننه .
5 - رواه عثمان بن سعيد الدارمي عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به موصولاً كما عند البيهقي في السنن الكبرى .
- وروي عن سماك عن عكرمة مرسلا وقد رواه عنه كذلك :
1 - الثوري في رواية عبد الرزاق كما في المصنف وشعبة كما عند الدارقطني في سننه وأبو داود الطيالسي كما عند النسائي في الكبرى وابن المبارك كما عند النسائي في الكبرى أيضاً .
2 - حماد بن سلمة رواه عنه أبو داود ومن طريقه أخرجه الدارقطني والبيهقي في السنن الكبرى .
ورواية الإرسال أرجح :
قال أبو داود : ( رواه جماعة عن سماك عن عكرمة مرسلا )
وقال الترمذي : ( حديث ابن عباس فيه اختلاف وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك عن عكرمة عن النبي  مرسلا وأكثر أصحاب سماك رووا عن سماك عن عكرمة عن النبي  مرسلا )
وقال النسائي : المرسل أولى بالصواب .
وقال الدارقطني بعد ذكر الرواية الموصولة : ( تابعه الوليد بن أبي ثور وزائدة والثوري من رواية الفضل بن موسى عنه وقيل عن أبي عاصم وأرسله إسرائيل وحماد بن سلمة وابن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق عن الثوري )

=========== 

فقال أبو عبدالله وليد الخولي:
جزاك الله خيرًا، لكن مقصد كلامي ليس في الحكم الفقهي، وإنما للتحقيق في زيادة لفظة " من شعبان " ولعل آدم هو الذي زادها.
كذلك رواية الدارقطني التي ذكرتها هي في حديث أبي البختري عن ابن عباس، وليست حديث أبي هريرة، وقد علق الدارقطني بأن المتفرد بهذه الزيادة هو أيضًا آدم ثم أتبعه بقوله " وآدم ثقة ".
وتفسير الحديث للصحابي أولى أن يكون من جنس مروياته هو مثل الروايات التي تفضلت وذكرتها برواية ابن المسيب عنه وأبي سلمة من تقييد الثلاثين من رمضان لا من غيره.
أرجو التعليق. وجزاكم الله خيرًا
=========== 

فأجاب عليه الأخ أبو حازم الكاتب فقال:


بارك الله فيك أخي الكريم وليد 

أولاً : الحكم الفقهي في المسألة ينبني على ترجيح الرواية .

ثانياً : الرواية التي ذكرتُ عند الدارقطني والبيهقي هي في حديث أبي هريرة وانظرها _ بارك الله فيك _ غير مأمور في سنن الدارقطني ( 2 / 162 ) برقم ( 27 ) قال : ( حدثنا محمد بن مخلد ثنا علي بن داود ثنا آدم ثنا شعبة ثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة قال قال رسول الله  أو قال أبو القاسم  : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين يعني عدوا شعبان ثلاثين صحيح عن شعبة كذا رواه آدم عن شعبة وأخرجه البخاري عن آدم عن شعبة وقال فيه فعدوا شعبان ثلاثين ولم يقل يعني )
وقال البيهقي في السنن الكبرى ( 4 / 205 ) : ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله  أو قال أبو القاسم  : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما يعني عدوا شعبان ثلاثين رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس إلا أنه قال في الحديث فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ) 

ثالثاً : نعم أخي الكريم رواية الثلاثين لا تعارض أن شعبان يدخل في إكمال العدة وبيان ذلك :
أن ما ورد في ذكر صوم رمضان ثلاثين يوماً وهو ما رواه من مسلم في صحيحه قال : حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : " إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً "
فقوله " فإن غم عليكم " أي ليلة الثلاثين من رمضان فصوموا رمضان ثلاثين يوماً فيكون هذا حكماً مطرداً إذا غم في ليلة الثلاثين يكمل الشهر ثلاثين سواء كان في رمضان أو غيره ويدل على هذا عموم الروايات " فأكملوا العدة " " فعدوا ثلاثين يوماً " " فاقدروا له ثلاثين " " اكملوا ثلاثين " 
وهذا التأويل هو الذي ينطبق مع سائر الروايات وقد بين النبي
 في هذه الأحاديث جميعها أننا في نهاية الشهر أمام أمرين : 
- إما ان نرى الهلال فنصوم إن كان هلال رمضان أو نفطر إن كان هلال شوال .
- وإما ألا نراه فهنا نكمل الشهر ثلاثين سواء كان شهر شعبان أو شهر رمضان .
والله أعلم

==============
فقال وليد الخولي:

لكن ألا يظهر من روايات إبراهيم بن الحسين وعلي بن داود أن هناك تصرف في رواية البخاري، فإن ظاهر الروايتين يبين أن هذه الكلمة ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هي زيادة تفسيرية من أحد الرواة - والذي قد يكون هو آدم بن أبي إياس - غير أن في رواية البخاري أدرجت هذه اللفظة. 
هذا هو مقصد بحثي، وليس الكلام على فقه الحديث، فإن الكلام في فقه الحديث قد أفضت فيه وأجدت وجزاك من أفاض عليك خيرًا. إنما أقصد بحث هذه اللفظة والكلام على فقه الحديث يدخل فيه كل الأحاديث التي أوردتموها أولاً وآخرًا.
وإلا فإنه كما قلتم فمجموع الروايات يدل على الأخذ بالاعتبار في كل الشهور ، وهو الذي رجحه ابن عبد الهادي من كون الضمير في " فإن غبي عليكم " يعود على الصيام والإفطار في لفظ " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ".
وجزاك الله خيرًا
وإن أمكن أن ترسل لي البريد الإلكتروني الخاص بك - إن أمكن -

=========== 

فأجاب عليه الأخ أبو حازم الكاتب فقال:

نعم بارك الله فيك هي كما ذكرتَ من تفسير الراوي آدم بن أبي إياس وقد بينه غير البخاري من الرواة كإبراهيم بن الحسين وعلي بن داود وهذا ما ذكرتُه سابقاً وهو ما قرره أبو بكر الإسماعيلي في المستخرج ووافقه عليه الحافظ في الفتح ( 4 / 121 )

===================== 

وختم الأخ  محمد بن عبدالله الطالبي الموضوع بنقل ما ذكره الزيلعي والحافظ ابن حجر على الحديث فقال:

قال الزيلعي في نصب الراية (2/315): " الإسماعيلي قال في " صحيحه " الذي خرجه على البخاري : تفرد به البخاري عن آدم عن شعبة فقال فيه : فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما وقد رويناه عن غندر وعبد الرحمن بن مهدي وابن علية وعيسى بن يونس وشبابة وعاصم بن علي والنضر بن شميل ويزيد بن هارون كلهم عن شعبة لم يذكر أحدا منهم : فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما وإنما قالوا فيه : فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين قال الإسماعيلي : فيجوز أن يكون آدم رواه على التفسير من عنده وإلا فليس لانفراد البخاري عنه بهذا اللفظ من بين من رواه عنه وجه قال ابن الجوزي رحمه الله : فعلى هذا يكون المعنى : فإن غم عليكم رمضان فعدوا ثلاثين ولا يصير لهم فيه حجة على أن أصحابنا يؤولون ما انفرد به البخاري من ذكر شعبان فقالوا : نحمله على ما إذا غم هلال رمضان وهلال شوال فإنا نحتاج إلى إكمال شعبان ثلاثين احتياطا للصوم فإنا وإن كنا قد صمنا يوم الثلاثين من شعبان فلسنا نقطع بأنه من رمضان ولكنا صمناه حكما قال : ويدل على ما قلناه شيئان : أحدهما : عود الضمير على أقرب مذكور وهو قوله : وأفطروا لرؤيته . الثاني : أن مسلما رواه مفسرا : إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما انتهى كلامه . قال صاحب " التنقيح " : وما ذكره الإسماعيلي من أن آدم بن أبي إياس يجوز أن يكون رواه على التفسير من عنده للخبر فغير قادح في صحة الحديث لأن النبي عليه السلام إما أن يكون قال اللفظين وهو ظاهر اللفظ وإما أن يكون قال أحدهما وذكر الراوي اللفظ الآخر بالمعنى فإن اللام في قوله : فأكملوا العدة للعهد - أي عدة الشهر - والنبي عليه السلام لم يخص بالإكمال شهرا دون شهر إذا غم فلا فرق بين شعبان وغيره إذ لو كان شعبان غير مراد من هذا الإكمال لبينه لأن ذكر الإكمال عقيب قوله : صوموا وأفطروا فشعبان وغيره مراد من قوله : فأكملوا العدة فلا تكون رواية : فأكملوا عدة شعبان مخالفة لرواية : فأكملوا العدة بل مبينة لها . أحدهما : أطلق لفظا يقتضي العموم في الشهر والثاني : ذكر فردا من الأفراد قال : ويشهد له حديث أخرجه أبو داود والترمذي ( 2 ) عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا : لا تصوموا قبل رمضان صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحاب فكملوا العدة ثلاثين ولا تستقبلوا الشهر استقبالا قال الترمذي : حديث حسن صحيح . ورواه ابن خزيمة وابن حبان في " صحيحهما " ورواه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 3 ) حدثنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس ( 4 ) : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه غمامة أو ضبابة فأكملوا شهر شعبان ثلاثين ولا تستقبلوا رمضان بصوم يوم من شعبان . قال : وبالجملة فهذا الحديث نص في المسألة وهو صحيح كما قال الترمذي وسماك وثقه أبو حاتم وابن معين وروى له مسلم في " صحيحه " قال : والذي دلت عليه الأحاديث في هذه المسألة وهو مقتضى القواعد : أن كل شهر غم أكمل ثلاثين سواء في ذلك شعبان ورمضان وغيرهما وعلى هذا يكون قوله : " فإن غم عليكم فأكملوا العدة " راجعا إلى الجملتين وهما قوله : صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة أي غم عليكم في صومكم أو فطركم هذا هو الظاهر من اللفظ وباقي الأحاديث تدل على ذلك كقوله : " فإن غم عليكم فأقدروا له ". انتهى

"وقال الحافظ في الفتح (4/121): " وقد وقع الاختلاف في حديث أبي هريرة في هذه الزيادة أيضا فرواها البخاري كما ترى بلفظ فأكملوا عدة شعبان ثلاثين وهذا أصرح ما ورد في ذلك وقد قيل أن آدم شيخه انفرد بذلك فإن أكثر الرواة عن شعبة قالوا فيه فعدوا ثلاثين أشار إلى ذلك الإسماعيلي وهو عند مسلم وغيره قال فيجوز أن يكون آدم أورده على ما وقع عنده من تفسير الخبر قلت الذي ظنه الإسماعيلي صحيح فقد رواه البيهقي من طريق إبراهيم بن يزيد عن آدم بلفظ فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما يعنى عدوا شعبان ثلاثين فوقع للبخاري ادراج التفسير في نفس الخبر ويؤيد رواية أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين فإنه يشعر بان المامور بعدده هو شعبان وقد رواه مسلم من طريق الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد بلفظ فأكملوا العدد وهو يتناول كل شهر فدخل فيه شعبان ".

أنتهى ... منقول من منتدى أهل الحديث 
والموضوع تجده في الرابط التالي:  http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109819