الجمعة، 3 أغسطس 2018

كيف تكتب 300 بالحروف

كيف تكتب 300 بالحروف ؟؟

الجواب


بسم الله الرحمن الرحيم

أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة حذف الألف من (مائة) وكتابتها بدون ألف (مئة) طبقاً للقاعدة أن الهمزة تكتب على ياء أو نبرة إذا كان ما قبلها مكسورا، وينص القرار المتخذ في هذا الشأن الذي صدر
في الجلسة الثامنة
من مؤتمر الدورة التاسعة والعشرين عام 1963م ،
على حذف ألف (مائة) والتزام فصل هذه الكلمة عن الأعداد من ثلاثة إلى تسعة،
فيكتب العدد (300) هكذا: ثلاث مئة بدلاً من ثلاث مائة، ومن ثلاثمائة.
وحجة المجمع في ذلك-كما ورد في قراره- أن الأصل والقياس في كل كلمتين اجتمعتا أن تُكتب كل منهما منفصلة عن الأخرى،كما أن الفصل مكتوب به بعض النصوص القديمة، إضافة إلى أن الإعراب يقع على الجزء الأول من الكلمة كثلاث ونحوها، فالفصل هنا لبيان حركة الإعراب على آخر الكلمة، ورابع الأسباب أن الفصل فيه تيسير على الناشئة(ينظر: مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاما، ص316، أخرجها وراجعها:محمد شوقي أمين وإبراهيم الترزي،الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية،1404هـ - 1984م).

وكان الأستاذ حامد عبد القادر(عضو المجمع) قدّم مجموعة من الاقتراحات في قواعد الإملاء، ومن بينها اقتراح فصل الأعداد من ثلاثة إلى تسعة عن (مئة).

وذكر القدماء كابن قتيبة وأبي حيان والسيوطي وتابعهم بعض المعاصرين كالأستاذ عبد السلام هارون أن (مائة)زيدت ألفها منعاً لالتباسها بلفظ(منْه) الكثيرة الاستعمال 
(ينظر: أدب الكاتب،ص 201،المكتبة التجارية بمصر، همع الهوامع،6/325، تحقيق:د.عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية،الكويت،1401ه-1980م ،قواعد الإملاء،ص63،مكتبة الخانجي، القاهرة، ط5 ،1406هـ-1986م).

وهذا التعليل –كما يلاحظ- بعيدٌ متكلَّفٌ وغيرُ مقنع !  
ومن المعروف أن رسم المصحف يكتب لفظة(مئة) بألف كما في قوله تعالى : 
(وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون )الصافات: 147 

أما العدد ثلاثة فيفصل عن (مئة) 
كما في قوله تعالى :( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) الكهف: 
25

ومعروف أن الرسم المصحفي أو الرسم القرآني له خصوصيته في الكتابة الإملائية ،ولا يقاس عليه ماهو شائع في الكتابة العادية . 

وأما تنفيذ قرار المجمع في الميدان التربوي – كما ذكر الأخ السائل- فالمجمع مؤسسة علمية يصدر قراراته ويوصي بها ولا يُلزم بتنفيذها، فهو جهة تشريعية -إذا صحَّ القول- وليس جهة تنفيذية.
 وأحيله في هذا الموضوع لكلام نفيس أورده الأستاذ عبد العليم إبراهيم في كتابه(الإملاء والترقيم،ص110-111، مكتبة غريب ، القاهرة،1395هـ-1975م).

وقضية الخلاف حول الكتابة الإملائية في القديم والحديث، وبين مشرق الوطن العربي ومغربه، وخاصة في كتابة الهمزة والألف والياء والواو، قضية معروفة لم يحسم أمرها بعد!

وأما كتابتها على غير الوجه الذي قرره المجمع فأحسب أننا في سعة من الأمر، وبناء عليه لا أرى غضاضة في كتابتها على أي صورة كانت من الصور المتقدمة، 
وإن كان الأولى كتابتها بحسب ما قرر المجمع.

(لمزيد من التفصيل والبيان ينظر: تصحيحات لغوية، عبد اللطيف أحمد الشويرف، ص619-624،الدار العربية للكتاب، ليبيا، 1997م)  

أنتهى منقولاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق